بالصور… شمال اليونان.. متعة التجوال في أحضان الطبيعة

على الرغم من الشهرة العالمية الكبيرة، التي تتمتع بها الشواطئ اليونانية على البحر المتوسط، إلا أن الجبال الواقعة شمال اليونان لا تزال غير مكتشفة إلى حد كبير، حيث يمكن للسياح الاستمتاع بالتجول في القرى الجبلية بمقاطعة زاجوريا، التي تمتاز بالمنحدرات الصخرية الشديدة والأديرة المنعزلة في ميتيورا، ولا تزال المناظر الطبيعية الخلابة في هذه المناطق على صورتها الأولى، حيث لم تعبث بها يد الإنسان.
وبحسب موقع “24” الإماراتي، تحيط القمم الجبلية العالية بالقرى الصغيرة المنتشرة في مقاطعة زاجوريا، والتي يبلغ عددها الإجمالي 46 قرية، منتشرة ومختفية بشكل جيد على التلال والمرتفعات الصخرية، لكنها محتفظة بتصميمها وشكلها القديم.
الكانيون اليوناني
وتعتبر الجولة السياحية، التي تمتد لمسافة 23 كلم في وادي فيكوس بمثابة رحلة صغيرة حول العالم؛ حيث ينحدر مسار التجول عبر 14 من الانحناءات حتى يصل إلى نهر فيودماتيس.
ويمر الكثير من الطرق والمسارات، التي تربط بين القرى في مقاطعة زاجوريا، فوق الأنهار والجداول المائية وتسير بمحاذاة المنحدرات أو تخترق الأراضي الوعرة غير المأهولة. ولذلك تزخر المنطقة بالعديد من الجسور الحجرية، التي تتكون من اثنين أو ثلاثة أقواس.
وتقع المنحدرات الصخرية والأديرة في ميتيورا على مسافة 150 كلم تقريباً من قرية بابيغو، وقد وصل الرهبان الأوائل إلى هذه المنطقة خلال القرن الحادي عشر الميلادي، وقاموا خلال القرون التالية بتشييد الأديرة الخاصة بهم في مواقع يكاد يكون من المستحيل البناء عليها، حيث قاموا بنحت الأديرة في الجبل وإقامتها على الصخور المفردة مثل دير يبابانتي، وقد رغب الرهبان من خلال ذلك العيش في عزلة وتقشف وزهد وبعد عن مظاهر الحياة الرغدة.
ولكن الإحساس بالعزلة يختفي عندما يشاهد المرء أعداداً غفيرة من السياح تتجول في المنطقة والمباني الأثرية، التي تندرج ضمن قائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو. ولم يعد هناك الكثير من الرهبان في ميتيورا بسبب الصخب، الذي يسببه السياح، ولذلك ارتحل معظم رجال الكنيسة باتجاه الشرق ويعيشون حالياً في جبل آثوس المقدس؛ حيث يرغب الكثير منهم في العودة إلى حياة التقشف.

diary