بالصور .. جولة داخل مدينة الاقصر الرائعة صاحبة ال100 بوابة

سفاري نت – متابعات

«الاقصر بلدنا بلد سياح فيها الاجانب تتفسح، وكل عام وقت المرواح بتبقى مش عاوزة تروح وتسيب بلدنا» هكذا غنى الفنان محمد العزبي اغنيته الشهيرة مع فرقة رضا منذ ستينات القرن الماضي والتي ما زالت تتردد حتى يومنا هذا مع استمرار توافد السياح على تلك المدينة العريقة التي يصفها الاثريون بأنها أكبر متحف مفتوح في العالم، حيث تضم ثلث الاثار الموجودة في ارجاء المعمورة. وعلى الرغم من أهميتها الا أن الاثار ليست الشيء الوحيد المميز للاقصر التي تشعرك عند السير بها بالرهبة والاجلال لمن عاش بها من الفراعنة لما تركوه من آثار ما زالت تميز المدينة التي كان يطلق عليها في الماضي اسم «واست» وكانت عاصمة لمصر في ذلك الوقت

ثم تحول الاسم فيما بعد الى «طيبة» التي وصفها هوميروس شاعر الاغريق عند زيارته لها باسم «مدينة المائة بوابة» لتعدد ابوابها في تلك الفترة وعندما تم الفتح العربي لمصر كان العرب هم من أطلقوا عليها اسم الاقصر أي مدينة القصور وذلك بعدما بهروا بقصورها وتأثروا بفخامة مبانيها. اذا بدأنا بآثار الضفة الشرقية في الاقصر فسنجد انها تضم العديد من المعابد ويأتي على رأسها «معبد الاقصر» الذي شيد لعبادة الاله «امون رع» وكان يحتفل بعيد زفافه الى زوجته مرة كل عام بين أركانه فينتقل موكب الاله من معبد الكرنك بطريق النيل الى معبد الاقصر.

وقد تم بناء المعبد في عهد الفرعونين امنحتب الثالث ورمسيس الثاني والذي شيد صرحا في مدخل المعبد ويضم تمثالين ضخمين يمثلانه جالسا. وقد أقام رمسيس مسلتين لتزينا مدخل المعبد ما زالت احداهما قائمة حتى الان، أما الاخرى فتزين ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس. ويلي هذا الصرح فناء رمسيس الثاني المحاط من ثلاثة جوانب بصفين من الاعمدة على هيئة حزمة البردي المدعم. أما باقي أجزاء المعبد فقد شيدها الفرعون امنحتب الثاني والذي قام بتشييد قاعة الاعمدة الضخمة ذات 14 عمودا والمقسمة الى صفين يليها الفناء الكبير المفتوح الذي يحيط به من 3 جوانب صفان من الاعمدة في نهايتهما بهو الاعمدة ويضم 32 عمودا، أما في داخل المعبد فتقع غرفة القارب المقدس. أما البحيرة المقدسة فتقع خارج القاعة الرئيسية من معبد الاقصر حيث يوجد هناك تمثال كبير للجعران وكان هذا التمثال هدية الى الملك امنحتب.


معبد الاقصر ليس المعبد الوحيد في تلك المدينة الرائعة، فهناك في الضفة الشرقية أيضا يوجد معبد الكرنك وهو مجمع رائع من المعابد الجميلة التي لا نظير لها حيث يضم الكرنك معبد الاله امون، وزوجته الالهة موت وابنها الاله خنسو. وقد بدأ انشاء المعبد أيام الدولة الوسطى وفي عهد الدولة الحديثة أقيم على انقاض هذا المعبد معبد فخم يليق بعظمة الامبراطورية المصرية العظمى وقتها، وكان كل ملك من ملوك الفراعنة يسعى الى إضافة جزء جديد الى المعبد تقربا الى الالهة ورغبة في الخلود. أول معابد الكرنك هو معبد الاله «امون رع» الذي يتألف من محراب يقع في أقصى الناحية الشرقية أعد لحفظ تماثيل الاله «امون وعائلته».

ويعرف هذا المكان بقدس الاقداس. وامام المعبد توجد ساحة عظيمة توجد بها منصة مرتفعة في الوسط وهي التي كانت مرسى للسفن الخاصة بالمعبد في يوم من الايام وقد أقام الملك «سيتي الاول» مسلتين كانتا تزينان هذا المرسى لا تزال احداهما مراوحة مكانها ويمتد منها الى واجهة الصرح صفان من التماثيل التي أقامها رمسيس الثاني على هيئة «ابو الهول» لكل منه رأس كبش وجسم انسان وهذا الطريق هو الذي يسمونه طريق الكباش، كما يضم معبد الكرنك أيضا معبد «رمسيس الثالث» الذي أقامه الملك رمسيس الثالث لايواء السفن المقدسة، ويعتبر هذا المعبد نموذجا للمعبد المصري المتكامل فهو يبدأ بصرح عظيم يزينه تمثالان رائعان للملك من الخارج ويليه من الداخل الفناء المكشوف الذي تحده البوائك شرقا وغربا. ويبدو الملك على الاعمدة في هيئة أوزوريس.

أما آخر معبد في مجمع معابد الكرنك فهو معبد الاله خنسو الذي بناه الملك رمسيس الثالث ويتكون من صرح قام بنقشه الكاهن «بي نجم» ويليه فناء ذو اعمدة على شكل البردي يقود الى دهليز به 12 عمودا يؤدي الى بهو الاعمدة الذي تظهر على جدرانه نقوش من عهد رمسيس الحادي عشر. لبرنامج الصوت والضوء في معبد الكرنك دور بارز في تجسيد الاثار وهو عبارة عن عرض باهر يبدأ في المساء ليروي قصة بناء هذا الاثر الرائع بالكلمة والضوء واللحن الموسيقى ويتم العرض مرتين يوميا، ويقدم برنامج العرض باللغات الانجليزية، الفرنسية، العربية والالمانية.

world