بالصور .. افضل ما يمكنك الاستمتاع به في غوا الهندية

سفاري نت – متابعات

عند السفر الى الهند وخصوصا الى مدينة غوا الرائعة فان هناك العديد من الاماكن والانشطة السياحية التى يمكنك الاستمتاع بها تعرف عليها من خلال هذا المقال

«زوري» كل سنة مرّة …
حشد من الإستقبالات يطالعك لحظة الوصول إلى مطار دابوليم في ولاية غوا التي تعود ب«العقارب» البيروتية ساعتين ونصف الساعة إلى الوراء. وجهتك جوا ؟ فأنت حتماً لم تخطّط للإقامة في مكان ينأى عن الطبيعة. يعتبر منتجع «زوري» Zuri الرمال البيضاء» الخيار الأمثل والأقرب بعد رحلة طويلة، حيث الخيال والرمل مسحوق أبيض. فموقعه على ضفاف شاطئ فاركا يجسّد روح غوا الحقيقية ونكهتها التي تعتبر ملاذاً آسراً لكل الحواس. هنا على تلك الصخور الترابية اللون يمرح الغربان. دعكَ من الرمزية وتذكرْ ما تعنيه البومة للأديبة الرائعة غادة السمّان.

هجرت الغربان سماء المساء، غرّدت في غابتها النهارية، نثرت نعيقها الجذاب في لوحة هندية مبللة بالماء. تفترش الفناءات المزركشة والتعريشات الشاهقة  منتجع «زوري» الرمال البيضاء. ممرات نباتية ومائية، بساط الشاطئ (عشر كيلومترات) الأبيض يرسي ثنائية متطرفة مع الصخور البركانية السوداء والمراكب الخشبية.

مزرعة التوابل المداريّة
هل تستطيع تمييز الأناناس الأنثى من الذكر؟ الخبر اليقين وبيت القصيد هو أننا كنا نتذوق الأناناس بنكهة ذكورية طوال الوقت. نعم، فالأنثى مكلّلة بثلاثة رؤوس صغيرة على الأقل. حقيقة مُرضية لكل أنثى إكتشفتُها في مزرعة التوابل المدارية في بوندا. ولا عجب أن تكون البرتغال قد غزت غوا من أجل التوابل، فهنا عالم من الخضرة المحتبسة لروائع وروائح لونية بالألوان الأصفر والأحمر والأبيض. هنا الهندي مانيني يأخذك إلى عالم يرتقي بدهشة مع أعمار تلك الأشجار المُحتسَبة بعدد الحلقات التي ترقّطها.
تفوح رائحة الهال والفانيلا من الأرض والبنات، نعيق الغربان نهيم الفيل وطنين النحلة وزفاح قرد وحفيف فياض يحتسي الحواس عطاء الطبيعة. كنوز لا تراها العين بل تشعر بها بعدالة دامغة، فالجمال الكامن هو الأعمق في الذاكرة. نزهة منعشة في المزرعة، تحسس روحانية «أرتي» الهندوسية وإنقشي صباغ «الكمكم»، تقليد هندي للقدوم الميمون ورمز تقدير وإحترام للزائر.

وهو ليس حكراً على المتزوجات كما هو شائع. تزيّني بإكليل الزهور وإحتسي شاي الأعشاب وإمرحي قليلاً على ظهر الفيل في البحيرة الصغيرة. كوني «أليس في بلاد العجائب» وسط أشجار جوز الهند النحيلة والمنحنية كأنها تدعوك لشرابها المنعش الذي لا ينضب طوال العام. قد لا يكون الزائر على أريكة مخملية أو يخت فخم، لكنه دون شك في ركن بعيد عن التلوث، مشحون بطاقة خضراء، مزرعة التوابل عالم عائم على خضرة غير متملّقة.
تدخل حاستا الشم والتذوق تجربة مزدحمة بين أشجار الكاجو (مسمى برتغالي) وجوز الطيب Areca Nut والفاكهة الإستوائية. لقاء مع الطبيعة دون أروقة منتهاه وليمة على ورق الموز على مرأى من 75 فصيلة من طيور، مثل عصافير الجنة والوقواق بصدره الأبيض والبوميات و«المينا» و«الكوزال» و«هورنبيل» الذي «يرصّع منقاره شريحة مانغا». طيور مهددة بالإنقراض إنضمت إليها آكلة الجوز، الببغاوات التي يطمئن عليها «طرزان غوا» قاطف جوز الهند بعد رحلة «إجتياز» 50 شجرة دفعة واحدة.

أحياء كولفا
قد يكون المكان الأندر في العالم  حيث لا مكان لل«نفّاج»، أي محاكاة عالم المشاهير والإزدراء من عالم يفتقر إلى الترف. مجال المقارنة هنا محال، فالتواصل حواسي بحت. منازل برتغالية برتقالية بنكهة المانجو وعنبرية بأريج الكاري. يذكّرني هذا المكان بمقولة المصمّم المبدع الراحل ألكسندر ماكوين، «يمكن إستقاء الجميل من أغرب الأماكن».

فالبساطة تتبدى هنا حتى الإمتلاء في كولفا الواقعة في جنوب جوا، Extravaganza «غلواء» الطبيعة بروحانية بيضاء تطبع دور العبادة فقط. هنا لا مكان للقول الفرنسي «إنتهى العيد وداعاً أيها القديس!»، لا مكان للبهرجة والزيف، فالمظهر والجوهر عنصران منصهران بشكل نهائي. بينما الألوان تباغت الخضرة في المناطق السكنية. هنا قصر برتغالي بنكهة الكاري وهناك آخر آسر بتجاذب زهرة Marsh Thistle الليكية الشوكية. اللقاح اللاتيني مقحم بألق في كل تفاصيل الحياة مذ جاءت البرتغال بحثاً عن التوابل، إحتلال من أجل التوابل… متواضع مقارنة مع مقاربة نثائية الدم والنفط. ملامح لونية تلمحها في العاصمة بناجي التي تبعد عن كولفا أربعين كيلومتراً، إسمها يعني أنها «الأرض التي لا يصيبها الفيضان».

تعلّمي الطهو…إلتزمي بالسمك والأرز والكاري!
تغريك نكهات الفاكهة والتوابل بتعلّم فن الطبخ وإبتكار أطباق من المطبخ الهندي في غوا. وهذا الأخير تخالطه الحضارات الإسلامية والهندوسية وأكثر من أربعة قرون من الإحتلال البرتغالي.  تشكّل ثمار البحر والأرز والكاري وجوز الهند قوام الولائم «الغوّية». ولا يمكن تجاهل الكاجو الحاضر بقوة في متاجر غوا، كما تبيعه النساء الهنديات في الشوارع إلى جانب المانغا والموز والأناناس. لا كياسة هنا، بل العشوائية العفوية. أي عليك أن تتأقلم مع الإزدحام والفوضى والتعرّق أحياناً. أنظر إلى الوردة لا أشواكها. وكم أنتِ محظوظة لو أن إسمك مايا!

شعب طيب ومتواضع حتى الإلتصاق بالأرض، خصوصاً نساء الساري اللواتي يبعن الخضار والزينة، «التقّة» و«التشوكر» والخلخال، تحف إستلت من ألقها المجوهرات الفكتورية. لن تجد اللون الأسود إلاّ حين الليل يسدل ستاره بعد رحلة تسوّق مطبخية بامتياز. ولا تترددي أيتها الزائرة في تعلّم طبق ال«كافريل» المكوّن من الدجاج والزنجبيل والتوابل وصلصة ال«بري- بري» البرتغالية.
لا تتأوّهي من الزحمة فهذا مهين ولا تجزعي من البقرة، فهذا مهين جداً أيضاً ! طبيعة طائلة وطروحة تطرأ بصيغ غنية من الأطباق، ولعل أشهرها في عالم الحلويات «البيبنكا» السمراء (نوع من البودينغ) واللينة، لا أدري لمَ أسقطت مذاقها وتركيبتها على صورة أطفال غوا. أما الخبز فملتهب بالتوابل الحدّة. هنا «الروبيات» لا تنضب فهي تتجاوز أربعين ضعفاً الدولار الأميركي الواحد، العملة الهندية الوفية لثورة غاندي ونظاراته التي وضعها جون لينون وأبطال الطبيعة، نمر وفيل ووحيد القرن وأشجار جوز الهند أو أشجار جوز الهند. إمتزج والطبيعة لا الحجر لا إنجازات البشر، هنا لا برج ولا متحف ولا ضريح ولا أعمدة…

… عذوبة اللذة وعزوبة العزلة
يلتقي نهرا شابورا – الذي تتسع له الرؤية من على جسر بين منطقتي مورجيم وسيوليم – وسال (في منطقة بيتول) جنوب جوا مع بحر العرب في المحيط الهندي. كما يمكنك إعتلاء بقايا قلعة شابورا التي شيّدت قبل الغزو البرتغالي. لكنهما ليسا الرمزين السياحيين الأكثر جذباً لمغامرة بولوودية.

لا يمكنك إلاّ أن تتخيّل شاهروخ خان وإيشواريا راي تحت شفافية الشلالات الفضية، أرفالام ودودهسغار (بحر الحليب). أما شاطىء دونا بولا دي مانذيز، فهو يخلّد حكاية حب مؤثرة حين إنتحرت إبنة أحد المستعمرين الذي رفض تزويجها الصياد الهندي غاسبار دياس، رامية نفسها في المياه، المكان الأمثل لممارسة أمتع الرياضات المائية. تقول الأسطورة أن دونا بولا ستظهر يوماً وستخرج من الشاطئ وحول عنقها عقد لؤلؤ. متعة تحت الشمس ولذة إنفرادية وتأملية لا يمكن تعزيزها إلاّ بالتدليك في منطقة تحتكر زعامة الزيوت دون أدنى شك. «التالينبا» المليّن للعضلات و«الموخالبام» المجدّد لشباب البشرة بغذاء الصندل والعسل والبابايا والخيار والبندورة (الطماطم) والجزر والبيض واللبن… وال«داس شون» المقشّر للخلايا الميتة بواسطة العسل والسكر والبابايا وال«مولتاني ميتّي». ماذا عن تدليك يحرّرك من الضغط والسموم ؟

حَرمَ ومحميّة .. مسجد وأجنحة
رغم أن غالبية سكان إمارة غوا هم من الديانة المسيحية إلاّ أن مسجد الصفا (شاهوري) العاجي – الواقع في منطقة بوندا والذي قاوم الخراب البرتغالي الغابر – يعدّ من أقدم دور العبادة فيها وأهمها على الإطلاق، وقد بناه سلطان بيجابور إبراهيم عادل شاه في منتصف القرن السادس عشر. حرم لا بد من زيارة محرابه إلى جانب عنوان آخر مطبوع بحروف عربية، محمية سليم علي للطيور. وهذه الأخيرة الواقعة على نهر ماندوفي تعد من أروع المحميات في الهند.

مفترشة بالمانغروف الإستوائية، تمثّل هذه المحميّة – التي إتخذت إسمها من عالم طيور هندي- اليوم مرتعاً للبشلون الرمادي وأبو قردان والغاق والبويْمة والطّرغون الجلناري… إثارة كافية للزيارة.
كم تشبه جوا لوحات السويسري غيدو موكافيكو الفوتوغرافية بفقرها ومأساتها وترفها وإستوائيتها ! هو الذي جذب أرقى دور الأزياء كـ«إرميس» و«غوتشي» و«إيف سان لوران» رغم أن «الجمال» تجسّد لديه جمجمة وزواحف وزهوراً، فلم لا ننصت في النعيق إلى نغم لحزن فرح…

 

*نقلا عن مجلة لها

الهنداماكن سياحية ممتعةانشطة سياحيةحول العالمسفرسياحةمدينة غوا
Comments (0)
Add Comment