بالصور .. تعرف على النسخة الصينية من البحر الميت

سفاري نت – متابعات

بامكان الصين حقا ان تقدم نسخة من كل معالم الجذب السياحي في العالم ، اليكم في هذا التقرير نظرة على البحر الميت الصيني وفق تقرير سيدي نت

مقولة أن كل شيء في العالم هو «صنع الصين» وأن كل ما تريده، بغض النظر عن ماهيته، يمكن العثور على نسخة صينية منه.. صحيحة مئة في المئة.
فإن كان العالم يملك بحراً ميتًا واحداً في الأردن، فلم لا يكون هناك نسخة صينية منه.. في الواقع هناك نسخة منه وهو يعرف باسم البحر الميت الصيني.
فلنتعرف على النسخة الصينية من البحر الميت.
 
عملياً هي بحيرة وليست بحراً. تقع في مدينة يونتشنغ بمقاطعة شانشي شمالي الصين. ورغم أنها موجودة منذ آلاف السنين ولكنها تحولت إلى مقصد لآلاف السياح مؤخراً، وذلك لأن ألوان هذه البحيرة تتغير مع بداية كل شهر ربيع وتصبح في ذروتها في شهر تموز/ يوليو من كل عام.
يعود تاريخ تشكل بحيرة الملح القديمة هذه إلى ٥٠٠ مليون عام وهي تغطي مساحة ١٢٠ كيلومتراً مربعاً وهي ثالث بحيرة في العالم من حيث كمية كبريتات الصوديوم.
تنقسم إلى جزئين مائيين يفصل بينهما مساحة من الوحول وهي بهذه الأجزاء تمنح الناظر شكلاً جميلاً ومميزاً.
يعادل تركيز ملوحة مياه بحيرة يونتشنغ نسبتها في البحر الميت، ولكن مؤخراً قيل أن نسبة الملوحة تجاوزت البحر الميت في الأردن بأكثر من ٢٠٪ ولكنها تبقى معلومات متداولة إعلامياً ولم نتمكن من العثور على مصدر موثوق تنسب إليه هذه المعلومات.
كما هي الحال في البحر الميت الأردني، كذلك هو الأمر في البحر الصيني فنسبة الملوحة تجعل الأجسام تطفو.  الفائدة أيضاً متشابهة فمياه هذه البحيرة معروفة بتأثيرها العلاجي، وهي تساهم مع معالجة التهاب المفاصل وتشنج العضلات وبعض الأمراض الجلدية.
يتم استخدام الطين الأسود الذي يكون في قاع البحيرة من أجل العلاجات الجمالية والطبية، وذلك لأنه غني بالبوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم والكلور والبروم واليود وغيرها. وخلافاً للطين الذي يستخرج من البحر الميت في الأردن والذي أساسه الكلورايد فإن الطين في بحيرة الصين  أساسه السلفايت. ولكن كل من هاتين المادتين مفيدتين جداً لصحة الإنسان بشكل عام وللبشرة بشكل خاص.
الطين الذي يتم استخراجه من بحيرة يونتشنغ يحتوي على ٧ عناصر أساسية و ١٦ نوعاً ثانوياً من الأملاح والمعادن التي تعتبر مثالية للبشرة. والفائدة هنا ليست فقط للناحية الجمالية إذ كما قلنا يمكنها أن تشفي العديد من الأمراض، خصوصاً أنها تحفز البشرة على إفراز زيوتها الطبيعية وتنشط الدورة الدموية.
ما يميز البحر الصيني الميت عن البحر الميت هو واقع أنه لا يمكن لأي مخلوقات العيش في بحر الأردن، ولكن الأمر مغاير تماماً في الصين. فهي تقع عند طرق حوض يونشنغ ما يجعلها بيئة جيدة لنمو المخلوقات والنباتات التي تنمو حولها وتضيف عليها جمالاً فريداً من نوعه.
في محيط البحيرة هناك الكثير لاستكشافه إذ يمكن زيارة معبد يونشي الذي بني في عهد سلالة تانغ ومعبد جوان جونغ وغيرها الكثير من المعابد. على جوانب البحرية ستجدون المساحات الخضراء وبلورات الملح العالقة هنا وهناك في مشهد خلاب يخطف الأنفاس.
تتلون بمختلف الألوان 
مع قدوم فصل الربيع تتحول مياه بحيرة الملح القديمة هذه إلى اللون الأحمر من جانب واحد. التحول يبدأ بلون داكن جداً ثم يصبح أفتح ولاحقاً وبعد فترة من الزمن يختفي  وتعود البحيرة لما كانت عليه.
السبب في اختلاف اللون وتبدله هو أنه ومع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الضوء يظهر على سطح البحيرة نوع من الطحالب يعرف باسم الدوناليلا سالينا. الظاهرة الغريبة هذه سبق لك وأن ظهرت في بحيرات في فرنسا وأميركا وتركيا وإيران.
الطحالب هذه تتواجد عادة في المياه المالحة، وهي تستخدم في مستحضرات العناية بالبشرة، لأنها معروفة بنشاطها المضاد للأكسدة. مع تبخر المياه وتزايد نسبة الملوحة تتكاثر وتقوم بإفراز صبغة حمراء في الماء لكي تزيد من إمكانية امتصاص حرارة أكبر من الشمس لتتمكن هي من توليد طاقة أكبر والتكاثر.
المثير هنا هو أنها تتكاثر في جزء واحد فقط من البحيرة، ولكن الجزء الثاني منها يبقى على لونه. وفي كل عام ومع ارتداء البحيرة حلتها الملونة يتوافد السياح من مختلف دول العالم لا للاستمتاع بنسختهم الصينية من البحر الميت أو الاسترخاء من المنتجعات، بل لمشاهدة هذا التحول الخلاب عن قرب. فمن جهة هناك الألوان الجميلة الغريبة ومن جهة أخرى هناك المياه الزرقاء الهادئة المتلألئة التي تشبه مرآة كبيرة تعكس كل ما حولها.
وعلى وقع تبدل الألوان تقام المهرجانات فوق البحيرة على الطريق الفاصل بين الجزئين، حيث يمكنك أن تختبر بعضاً من حضارة المنطقة عن قرب. الحضارة الصينية مثيرة للاهتمام وواقع أن عمر هذه البحيرة هو ملايين السنوات وإن استخراج الملح منها بدأ قبل ٤٠٠٠ عام، فهذا يعني أن هناك الكثير من القصص لتروى.. وحين تروى على الطريقة الصينية فأنت بالتأكيد أمام تجربة جميلة وفريدة من نوعها.
حول العالمسفرسياحة