بوريفاج جنيف، تحفة فنية من القرن الواحد والعشرين تجمع ما بين سحر العالم القديم وتكنولوجيا العالم الحديث

جنيف – سفاري نت

إن أكثر ما يبحث عنه المسافرون في أيامنا هذه، هو التجربة الراقية والغير متكلفة، فالرحلات المصممة بحسب الطلب تساعدهم على خلق الذكريات بأنفسهم وخوض تجربة أصيلة في منتهى البساطة. لا يخفى على أحد أنّ الأصالة واعتماد البساطة في تجسيد تاريخ وعراقة فندق معيّن من خلال التصميم الداخلي بالإضافة إلى تحقيق الطلبات الخاصة للضيوف هي ما يميّز فندقاً عن آخر. تتوفّر جميع هذه المزايا في أول فندق بُني في جنيف، وهو بوريفاج الذي يخضع حالياً لإدارة الجيل الخامس من العائلة المؤسِّسة له.

تأسّس فندق بوريفاج عام 1865 مستهلّاً مسيرته كمنزل خاص مملوك لعائلة ماير. وعلى مرّ الأعوام، عمل الفندق على تعزيز تجارب الإقامة (فنّ العيش) الأصيلة والاستثنائية التي يقدمّها، وهو يحتضن 95 غرفةً و15 جناحاً بحجم شقق سكنية.

وأخيراً، بات بوسع المسافرين التحرّر من التوتّر والإجهاد بمجرّد النظر من نوافذ غرفهم، حيث أنّ فندق بوريفاج يتمتع بموقع مثالي مطلّ على البحيرة الرقراقة، مقابل نافورة جنيف الشهيرة والجبال المكلّلة بالثلوج. يتمتع فندق بوريفاج بثلاث واجهات موفراً إطلالاتٍ ساحرة على البحيرة، ومنتزه برونزويك التذكاري والمدينة. يضمّ الفندق غرف وأجنحة ديلوكس وبرستيج تُعتَبر الأكبر في فئتها في المدينة. ولكلّ غرفة، لا بل لكل قطعة أثاث، قصة تستحق السرد. فمن المستحيل أن نجد هنا غرفتَين مماثلتَين تماماً بما أنّ السيد جاك ماير ينتقي مفروشات أثرية من دور المزادات العلنية ويعرضها في كل غرفة حيث تغدو قطعاً فنيةً عصية على الزمن. تتسم كل غرفة بديكور معاصر تتخلّله لمسة مهيبة من العالم القديم مع مراعاة أدق التفاصيل، مما يمنح كل غرفة طابعاً مميزاً خاصاً بها.

وعام 2017، أُعيد ترميم الواجهة الكبرى للفندق بعناية فائقة، وتم الحفاظ على تفاصيلها التاريخية من لوحات جدارية جصية وأعمدة رخامية، كما خضع الطابقان العلويان الخامس والسادس لعملية تجديد كاملة وأطلِقت عليهما تسمية “سلستيال” إذ يضمّان شققاً وأجنحة حصرية. تجدر الإشارة إلى أنّ تصميم ديكور أجنحة “سلستيال” قد أوكل إلى مهندس الديكور والمهندس المعماري ذائع الصيت عالمياً بيار إيف روشون، الذي زاوج ما بين الأسلوب الفرنسي الكلاسيكي والأسلوب العصري بطابعه الرومنسي المتناسق. وفي الطابق الثاني من شقق الدوبلكس، يستطيع الضيوف التنعّم بمناظر ساحرة للسماء والنجوم فيما يستلقون في أسرّتهم المريحة.

وبوسع الضيوف المقيمين في هذا الفندق الكائن على ضفاف البحيرة، التعمّق في تاريخ الفندق العريق، ليجعلوا منه جزءاً من قصتهم الشخصية، عبر اختيار أحد الأجنحة التاريخية المتاحة في الفندق لاختبار تجربة إقامة من العمر. تملك هذه الأجنحة التاريخية الشهيرة المسماة على اسم ضيوف مرموقين، شرفات وتراسات خاصة تطلّ على البحيرة ونافورة جنيف الأسطورية، والمدينة القديمة أو جبال الألب. يتباهى جناح “مهراجا باتيالا”، وهو إشادة لملك باتيالا السابق في الهند، بأثاثه الأثري، وبحمّامه الباعث على الاسترخاء، ناهيك عن تشكيلة من المجوهرات الراقية والأحجار الكريمة الخاصة بالملك والمحفوظة بأمان في الفندق. أمّا جناح “فاغنر” فهو إشادة للموسيقي العالمي الشهير، ناهيك عن جناح “سيسي”، المسمى على اسم إمبراطورة النمسا، جيث يمكن للضيوف أخذ لمحة عن حياتها السابقة في بوريفاج، إذ إنّ ممتلكاتها الشخصية معروضة في الفندق وهي محفوظة منذ القرن التاسع عشر.

وعلى مدى أكثر من 150 عاماً، دأب آل ماير على جمع وترميم مفروشات نادرة واستثنائية بفضل أفضل الحرفيين الموهوبين على الإطلاق. والمميّز في الفندق هو أنّ الجدران مغطّاة بأثمن المنسوجات، في حين أنّ المساحات الخاصة، مثل صالون مساريك، وهو أحد الصالونات الستة في الفندق، مزيّنة بالكامل بمشغولات من خشب شجر الليمون الحامض النادر ومجهّزة بنوافذ من الزجاج الملوّن الأصلي. وعلاوةً على ذلك، تملأ تماثيل الملائكة المميزة كل زاوية من زوايا الفندق، فيما تبقى المواقد محفوظةً بعناية مع أعمال فنية تزيّن كل حائط، فيجد الضيف نفسه أمام ثروة فنية تبهر عينَيه.

لا بدّ من التنويه بأنّ رؤية آل ماير تمثّلت في توفير تجربة مميزة للضيوف ليشعروا وكأنّهم في كنف منزلهم، مستمتعين بالتصميم الاستثنائي، لاسيما الأعمدة الرخامية، والنافورة الكبيرة عند مدخل الردهة، والشرفات المصممة على طراز نيو أورليانز في كل طابق، كما أنّ كل غرفة تضمّ خزانة مختلفة عن تلك الموجودة في الغرف الأخرى. وقد أُعيدَ ترميم الزجاج الملوّن التاريخي المبهر من صنع أونيفو وبونيه في أوائل القرن العشرين، ووُضِعَ في أرضيات الفندق، حيث تسلّط الممرات الفاخرة الضوء عليه وتُشكّل خلفيةً مميزة له.

يحتضن الفندق تناغماً رائعاً بين اللمسات الكلاسيكية والنفحات المعاصرة مما يمنحه طابعاً استثنائياً. كما أنّه يَعِدُ جميع الضيوف الذين يختارون هذا الملاذ الحصري خلال رحلتهم إلى جنيف، بأوقات قلّ مثيلها وبراحة لا تضاهى. وبالتالي يضمن للضيوف تجربةً أصيلةً تغمر حواسهم وتعكس إرث سويسرا بامتياز.

جنيفسفرسياحةفنادق