فندق “لوتيتيا” الباريسي يستعد لفتح ابوابه بعد اغلاقه منذ 4 اعوام

سفاري نت – متابعات

أعلن فندق ’لوتيتيا‘ الباريسي المرموق، أحد فنادق مجموعة ’ذا سيت‘، عن افتتاح أبوابه مجدداً ربيع العام المقبل ليخطّ صفحةً أخرى في مسيرته الرائدة. وتأسس الفندق في عام 1910 من قبل عائلة بوسيكوت، مؤسسة متجر ’لو بون مارشيه‘، ويتربع على الضفة اليسرى لنهر السين في شارع 45 بوليفارد راسبيل بمنقطة سان جرمان دي بريس. واستحوذت عليه مجموعة ’ذا سيت‘ المشهورة بترميم المنشآت التاريخية وفق نهجٍ في غاية الدقة والابتكار. حيث تم إغلاق الفندق منذ 4 أعوام في إطار خطةٍ واعدة لإعادة تجديده وإحياء مكانته الرائدة بين الفنادق الفاخرة في العاصمة الفرنسية.

وبهذا الصدد، قال جورجي أكيروف، رئيس فنادق ’ذا سيت‘: “يحظى ’لوتيتيا‘ بشعبيةٍ كبيرة وموقعٍ فريد على الضفة اليسرى لمدينة باريس بمشهدها الأنيق، ما يشكل الموقع الأمثل لفندقٍ عصري ضخم. وكلي ثقة بأن الإرث العريق للفندق وروحه العصرية الجديدة ستثري طابعه الفني وتجعل منه وجهةً بارزة”.

تصميم عصري مستوحى من مدرستي ’الفن الجديد‘ و’آرت ديكو‘

أغلقت مجموعة ’ذا سيت‘  فندق ’لوتيتيا‘ في شهر أبريل 2014 وعهدت إلى المهندس المعماري الشهير جان ميشيل ويلموت وفريقه بترميم وتجديد هذا المعلم الباريسي العريق. وذلك من خلال إضفاء لمسةٍ عصرية على تصميمه مع الحفاظ على إرثه الغني وسحره الفريد في الوقت ذاته. حيث قال ويلموت: “’يمثل فندق ’لوتيتيا‘ أسطورةً باريسية حقيقة، وسنعمل على إحياء ألقه ليحاكي الطابع المعاصر ومعايير فنادق ‘ذا سيت’ في الوقت ذاته. وذلك عبر مزج عناصر معمارية موروثة من مدرستي ’الفن الجديد‘ و ’آرت ديكو‘ مع مفهوم التصميم المعاصر”.

غرف أكبر وأجنحة مميزة جديدة

تم خفض عدد الغرف في فندق ’لوتيتيا‘ بتصميمه الجديد من 233 غرفة إلى 184 غرفةً موزعة على 7 طوابق، بما في ذلك 46 جناحاً، مما منح الغرف مساحةً أكبر وتنظيماً أفضل. أما الإضافة الأبرز إلى الفندق فهي 7 أجنحة مميزة بينها جناح رئاسي يشمل غرفتي نوم وجناحي ’بنتهاوس‘ مع شرفاتٍ خاصة  تطل على مشهد بانورامي خلاّب لمدينة باريس. وسيتم الكشف عن المزيد من المعلومات حول الأسماء اللامعة التي تم تكليفها بإضفاء إبداعاتها الفريدة إلى الأجنحة المميزة الأخرى.

وجهة للضيافة في قلب باريس الأيسر

انسجاماً مع مكانة الفندق كمعلمٍ بارز في منطقة سان جرمان، سيتم إحياء مطبخه الفريد من خلال إعادة افتتاح مطعم ’براسري‘ الشهير تحت رعاية وإشراف الشيف جيرالد باسيدات الحاصل على 3 نجمات ’ميشلين‘ والذي يُعد من أشهر الطهاة في البلاد ويشتهر بأطباقه الشرق أوسطية التي تقدمها مطاعمه على الساحل الفرنسي. حيث سيخص المطعم بخبرته الغنية ويشارك في مسيرته الحافلة بتقديم أفضل الموائد. وسيتم الكشف عن مزيدٍ من المعلومات في الوقت المناسب.

وتشمل الإضافات الجديدة للفندق ركناً للمشروبات ونادٍ لموسيقى الجاز وردهة وفناء في الهواء الطلق، وسيتم الكشف عنها لدى افتتاحه العام المقبل.

منتجع صحي شامل، إضافة جديدة إلى ’لوتيتيا‘

تحافظ مجموعة ’ذا سيت‘ على بصمتها المميزة في ابتكار أجواء رائعة تلائم الحياة العصرية من خلال إقامة ’منتجع أكاشا الصحي الشامل‘ ضمن فندق ’لوتيتيا‘ بمساحة 700 متر مربع  (7،500 قدم مربعة)، والذي أقامته على نحوٍ مماثل في فندق ’كافيه رويال‘ في لندن و’كونسيرفاتوريوم‘ في أمستردام. وسيضم المنتجع 6 غرف توفر طيفاً واسعاً من العلاجات وجلسات التدليك الأكثر تطوراً وغرفة ساونا وغرفة بخار ومغطس وحوض جاكوزي واسع وغرفة كبيرة للياقة البدنية مجهزة بأحدث المعدات. فضلاً عن مسبحٍ قل نظيره في المدينة بطول 17 متراً في الهواء الطلق.

معلم رائد للفكر والإبداع والتاريخ

تأسس ’لوتيتيا‘ عام 1910 كنزلٍ فاخر لعملاء متجر ’لو بون مارشيه‘ المجاور، وسرعان ما أصبح وجهةً تجمع مختلف شرائح المجتمع من الناس العاديين إلى المشاهير، ومركزاً لتداول الفن والفلسفة والعلوم والسياسة. لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى عكر صفو هذا النجاح المبكر وكذلك احتلال المدينة والاستيلاء على الفندق في يونيو 1940. واستأنف الفندق عمله عام 1944، ثم أصبح مركزاً رئيسياً لاستضافة النازحين الذين ينشدون لقاء أحبتهم بناءً على أوامر الجنرال الفرنسي ديغول.

ولطالما اشتهرت الضفة اليسرى من العاصمة الفرنسية وخاصةً فندق ’لوتيتيا‘ برعاية الابتكارات الجريئة في الأدب وفنون الرسم والنحت والرقص. وباعتباره كان مقصداً لرواد الأدب في الأساس، تحفل قائمة رواده بشخصياتٍ تاريخية وثقافية بارزة عاشت وعملت وأمضت فيه أوقاتاً ممتعة، بما في ذلك جيمس جويس الذي كتب رواية ’يوليسيس‘ وساعد في تحريرها إيرنست همنغواي، بالإضافة إلى أندريه جايد وصموئيل بيكيت وأندريه مارلو وسانت إكزوبيري.

أما بالنسبة لرواد الفنون الأخرى، فمنهم من أقام في الفندق مثل بيكاسو وماتيس، ومنهم من زاره بصورةٍ منتظمة مثل جوزفين بيكر. كما أصبح فندق وركن ’لوتيتيا‘ للمشروبات منصةً لانطلاقة موسيقى الجاز والاحتفاء بها خلال حقبة الخمسينات وما بعدها حين انتقلت ملكية الفندق إلى عائلة تيتنغر التي أطلقت مشروباً يحمل اسمها. وحظي المشروب بشعبية كبيرة شأنه في ذلك شأن الفندق الذي أصبح الخيار المفضل للجيل الجديد من رجال الأعمال والحكومة وقادة الفكر والثقافة؛ ومنهم فرانسوا ميتيران الذي كان يزور الفندق بانتظام وصونيا رايكيل التي أعادت تصميمه في الثمانينات بالإضافة إلى ديفيد لينش والنحات أرمان اللذين صمما أجنحتهم الخاصة.

وقريباً، سيبدأ فندق ’لوتيتيا‘ كتابة فصلٍ جديد في مسيرته اللامعة، لكن هذه المرة كجزءِ من فنادق ’ذا سيت‘ ليحيي مكانته الرائدة كمعلمٍ تاريخي ومركزٍ نابضٍ للحياة الباريسية.

فنادقفندق لوتيتياهوتيل اند ريست