بالصور .. استمتع برحلة سياحية مميزة إلى مطلّ حافة العالم

سفاري نت – متابعات

لا يبعد بعض المواقع السياحيّة السعودية الجدير بالزيارة سوى كيلومترات قليلة من المنازل! لكن، يُحجم بعض المواطنين عن زيارة هذه المواقع، ويُفضّل السياحة الخارجيّة، بالمقابل. وعلى النقيض من ذلك، يحرص أفراد من غير السعوديين على الاستمتاع بزيارة تلك المعالم، سواء تعلّق الأمر بالمقيمين في البلاد، أو بالأفراد الذين يأتون من دول العالم، لاكتشاف هذه المعالم وفقا لموقع سيدتي نت!
تتقدّم الوجهات السياحية الداخليّة القريبة من أمكنة السكن في العاصمة، حافة العالم في الرياض، فالرحلة إليها لا تخلو من التشويق والإثارة والاكتشاف. هناك، يقضي الزائرون أوقاتهم وسط سلاسل جبليّة مرتفعة تدعو إلى التأمّل والاستمتاع بجمال الطبيعة والصحراء، وممارسة رياضة تسلّق الجبال.
تفاصيل زيارتك الخاصّة إلى حافة العالم، في الآتي.

كانت نقطة الانطلاق لخوض الرحلة إلى حافة العالم، هي وادي لبن، شمالي الرياض، حيث قدت السيّارة في تمام الثالثة فجرًا، من أجل مشاهدة شروق الشمس، والمتعة بهذا المشهد الجليل والمليء بالسكينة. معلومٌ أنّه خلال ساعات الصباح الأولى، لا يرتاد طريق مكّة المُكرّمة، إلّا قليل من سائقي السيّارات، وعلى الرغم من إعلان الليل غشيان ظلامه على الطريق، وعدم القدرة على تبيُّن سوى ما تكشف عنه أنوار السيّارة، إذ كان الظلام حالكًا، إلّا أن فرحة القيام بهذه المغامرة، والرغبة في تجربة الـ”هاكينج” للمرّة الأولى طغتا على عدم معرفة تفاصيل الطريق.


100 كيلومتر

قبل مئة كيلومتر من نقطة الوصول، المسافة القابلة للاجتياز خلال وقت وجيز عادةً، استغرقت أكثر من ساعتين للوصول إلى مطلّ حافة العالم، مع الاضطرار إلى سلك أكثر من طريقٍ، والذهاب والعودة إلى بوابة الرياض. وخلال الرحلة، استوقفني رجل أمنٍ، كان عليه أن يأخذ بيانات السيّارة، واسمي. وردًّا عن السؤال عن مدى السهولة للوصول إلى حافة العالم، هو قال إنّ “الأمر يكتنفه بعض الصعوبة، عند القيام بالرحلة للمرّة الأولى، فالطريق وعر وخطر، ولا بد من الانتباه خلال اجتيازه”.
إذن، الطريق إلى حافة العالم وعرٌ ومتعرّج، وفيما كان الظلام يلفُّ المكان، كان عليّ القيادة ببطءٍ، فظللت أسير يمنةً ويسرةً، بحسب اتجاهات الطريق، مع توخّي الحذر، حتى بلوغ إحدى قمم حافة العالم! وعند النظر إلى الأسفل، بدا الوادي سحيقًا.
كنت رفقة صديقين، في البقعة المذكورة، وقد أدّينا صلاة الفجر جماعةً، فالصلاة في هذه البقعة تُشعر الإنسان بأن الكون كلّه يستمع إلى تسبيحاته وترتيلاته وترنيماته.
عندما بدأت الشمس تصحو من رقدتها، هي أطلّت ببصيصٍ من ضوئها، وأرسلت أشعّتها الحمراء، لتكشف عن بدايات الصباح، وخلال لحظات شرع نور الصباح يبسط رداءه الزاهي على كلّ الوادي، ليشعر الإنسان عندما يقف فوق هذه القمّة، في هذا التوقيت، بأنّ روحه تسمو، وبأنّ طمأنينةً تسري في بدنه، ليشعر كأنه مَلِك العالم!

50 مليون سنة

قمم جبليّة تحيط بالزائر أينما ولَّى وجهه، هناك، وهواء منعش، يداعب الروح؛ فلا يستطيع أن يُضيّع ثانيةً في المكان بدون أن يتحرّك، ويتمعّن في تفاصيل هذا العالم، الذي يسكنه الجمال والبهاء، بخاصّة الوادي السحيق، وتلك الصخور التي تتراص فوق بعضها البعض. الصخور التي تبدو مثل قاع بحرٍ، علمًا أنّ المتخصّصين قالوا إنّ الوادي السحيق كان عبارةً عن بحر هادر، يجري في شبه الجزيرة العربيّة، ويصل شمالًا حتّى بلاد الشام، وذلك قبل نحو خمسين مليون سنة.


تحدّي الجاذبيّة

بدون استعدادات رياضيّة، وفي غياب أيّة معدّات خاصّة بالتسلّق، استجمعت قوّتي من أجل هبوط الجبل، فليس كلّ المواقع في السلاسل الجبليّة يسهل النزول منه، أو تسلّقه، في مقابل مواقع أخرى تشبه درجات السلالم، فيسهل على الجميع أن يهبط منها ليلامس قاع الوادي. لكنّ المكان الذي اخترته، قبل الجولة فيه، شكَّل تحدّيًا لي، فالصخور التي تطأها القدمان يمكن أن تنزلق بك، إضافة إلى كثرة النباتات الشوكيّة التي كانت تختبئ داخل تجاويف الصخور من أجل أن تنغرس في يدك.
إشارة إلى أن الذهاب إلى حافة العالم عقب صلاة الفجر يُمثِّل مغامرةً وسط صحراءٍ لا تعرف الضوضاء أو الأنس، لكنّ الوصول إلى حافة العالم ليس بالأمر السهل لمَن يقصدها للمرّة الأولى في حياته. وفي هذا الإطار، لا يسهّل “جوجل مابس” المهمّة، لكنّ ذلك يمثّل جزءًا من المغامرة التي تزيد الرحلة جمالًا.

القدية

تعدُّ حافة العالم جزءًا من مشروع القدية العملاق، فهذه المدينة ستصبح عاصمةً للترفيه والثقافة والفنون في المملكة العربية السعودية والخليج والمنطقة العربيّة.
تبلغ مساحة القدية 334 كيلومترًا مربعًا، وتقع على مشارف الرياض، العاصمة السعودية، وتترامى على أحد طرق التجارة والحجّ القديمة في الجزيرة العربية.
يضمّ المشروع أربعة أنشطة رئيسة: الترفيه، ورياضة السيّارات، والرياضات، والإسكان والضيافة. وهو سيوفّر فرصًا مثاليّةً لمن يرغبون في ممارسة المغامرات المائية، وألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الـ”هولوجرام” ثلاثي الأبعاد، إضافة إلى حضور مركز تعليمي وترفيهي، ومنطقة للتسوّق، ومراكز للتراث والعلوم، ومنطقة سفاري.
يأتي مشروع القدية ضمن المشروعات الأكثر طموحًا في السعودية بهدف دعم “رؤية 2030” بابتكار استثمارات نوعيّة ومُميّزة داخل السعودية، وتنويع مصادر الدخل الوطني، ودفع مسيرة الاقتصاد السعودي إلى الأمام، وإيجاد مزيدٍ من الفرص الوظيفية للشباب والفتيات.
وسيستمتع زائر القدية بتذوق الفنّ، عن طريق معايشة أجواء ثقافية فريدة، إضافة إلى تحفيز الشباب على الاهتمام بالفنون عبر تدشين منتديات تتيح للفنانين الشباب التدرب، وتقديم العروض، إلى جانب تقديم عروض مسرحية وبصريّة ومعارض وفرص تعليميّة، من خلال برامج متخصصة.

الرياضحافة العالمرحلة سياحيةمطلّ