أبرز الأنشطة السياحية فى مسندم العمانية لعشاق الرحلات البحرية والتخييم والغوص

سفاري نت – متابعات

تعد محافظة مسندم البوابة التي تتعانق فيها قمم الجبال والطبيعة البكر بتاريخها الأصيل الضارب بجذوره عمق التاريخ مقصدا سياحيا مهما على مدار العام، حيث شهدت عبور تجارة الشرق إلى الغرب قادمة من الهند وشرق آسيا محملة بمختلف البضائع، أما اليوم فتعبر من خلالها ناقلات الذهب الأسود، ناهيك عن السفن التجارية والسياحية، وتعد السياحة البحرية في المحافظة من أهم المقومات الطبيعية سواء من خلال السفن السياحية العالمية التي تتخذ من محافظة مسندم محطة سياحية رئيسية، أو السفن السياحية المحلية التي تنقل الأفواج السياحية عبر الشطآن والأخوار والجزر المتناثرة فيها.

«عمان» التقت مع صلاح بن محمد بن عيسى الفارسي، مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة مسندم، وأشار إلى أن الطبيعة في مقدمة عناصر الجذب السياحي التي تتميز به محافظة مسندم، حيث خصوصيتها المتمثلة في وجود الأخوار البحرية المنـقــطــعة النظير فـي بــحــار وخلجان الوطن العربي الت تعد أول عناصر الجذب السياحي في المنطقة، كما أن الأخوار إضافة إلى جمالها الطبيعي الخلاب، تجد تلك الحوائط الجبلية الشامخة التي تقف محيطة بها؛ مما وفّر للسياح نوعا آخر من السياحة يتمثل في التخييم والغوص، ورحلات الصيد البحرية التي غالبا ما ترافق زوارقها دلافين تصحب السياح في رحلاتهم وكأنها تمثل استقبالا من نوع آخر، مما يفرض سحرا طبيعيا على المكان وروعته ويجذب السياح من مختلف الفئات العمرية والنوعية.

وأوضح أن القطاع السياحي في المحافظة يعتبر من أهم المرتكزات الرئيسية للتنمية الاقتصادية، مؤكدا أن القطاع السياحي شهد نموا متزايدا بعدد السفن التي رست بميناء خصب، حيث بلغ عددها (40) سفينة سياحية من مختلف الأحجام ومن مختلف الجنسيات خلال الفترة من نوفمبر من عام 2023 إلى مايو من عام 2024م، وأكد أن إجمالي عدد السياح لموسم 2023/ 2024م القادمين عبر ميناء خصب بلغ (68,7) ألف زائر من مختلف الجنسيات.

وذكر الفارسي أن هناك برامج متنوعة تقوم بها إدارة السياحة والشركات الخاصة للترويج السياحي من خلال توزيع النشرات والكتيبات والخرائط حول المحافظة، بالإضافة إلى توجيههم للشركات السياحية المصرح لها لشراء الحزم السياحية المختلفة، كما تقوم الشركات المختلفة بتوفير مختلف الأنشطة السياحية وأهمها الرحلات البحرية التي من بينها رحلات السفاري، وجولة في المدينة، وزيارة المعالم التاريخية، ورحلات خاصة في الصيد وأنشطة الغوص.

وفي ظل التنوع الجغرافي والتنوع في أشكال السطح ظهرت السياحة البيئية، التي تدعو عشاقها إلى زيارة الأماكن الطبيعية والمــحميات للتعرف عليها والاستمتاع بجمالها، وازدهرت من قبل السياح أفرادا ومجموعات جراء الاهتمام بالبيئة والمحافظة على مكوناتها، وإيجاد الوعي لدى سكان تلك المناطق بالحفاظ على نظافة هذه البيئات، كما أدى الاهتمام من قبل الجهات المختصة إلى رفع مستوى الوعي لدى المجتمع للاهتمام بالقطاع بما يعود عليه بالفائدة، مما ساهم في نمو حركة المجموعات السياحية لجزيرة مقلب وغيرها من الجزر.

ويؤكد أصحاب المشاريع السياحية البحرية الإقبال الكبير من السياح سواء من داخل السلطنة أو من خارجها على السياحة خاصة البحرية بما تضمه من أنشطة وبرامج حسب الشركة السياحية المنظمة، حيث يقول أحمد بن علي غريب الظهوري، صاحب شركة خور شم للسياحة: من البرامج السياحية التي تنظمها الشركة الجولات البحرية وبرامج يختارها السائح قد تمتد على مدى يوم أو نصف يوم لزيارة أهم الأخوار التي تشتهر بها المحافظة بينها خور شم وخور الحبلين وخور نجد، والاستمتاع بمرافقة الدلافين، إلى جانب مشاهدة متحف جيولوجي من تضاريس المنطقة على طول هذه الأخوار، وتمر هذه الرحلات بالقرى البحرية وبعض الجزر المتناثرة كجزيرة «مقلب» الشهيرة وجزيرة الطير وما تضمه من تنوع أحيائي.

ويضيف الظهوري: إن هناك بعض الأنشطة التي يمكن للسائح أن يمارسها حسب الطلب كالغوص والسباحة ومشاهدة الشعاب المرجانية، موضحا تقديم بعض الوجبات والمشروبات أثناء الرحلات، إضافة إلى التخييم على الشواطئ واستخدام قوارب التجديف الكياك.

من جانبه يقول أحمد بن مسعود بن محمد الشحي، صاحب «شركة دولفين خصب للسياحة»: تنظم الشركة برامج وجولات حرة منها مشيا على الأقدام، حيث يوفر إلى جانب الجولات البحرية جولات أخرى كالجولات في البيئات الجبلية التي تشتهر بها المحافظة، مبينا الانطلاق من ولاية خصب من الميناء أو من الفنادق الموجود بها السياح، أو من مواقف المكتب ولمدة ثلاث ساعات مرورا بمعالم ولاية خصب، وصعودا إلى جبل حارم أشهر وأعلى منطقة جبلية في المحافظة، ومرورا بقرية السي الجبلية مسطحة التضاريس، إذ تتميز بالبساط الأخضر وتنوع المزارع والحقول الخضراء الخاصة بزراعة القمح، وصولا إلى جبل حارم لرؤية المستحاثات والمتحجرات لبعض الكائنات البحرية الموجودة في قمم الجبال التي كانت مغمورة بالمياه منذ ملايين السنين، وبعد النزول يستمتع السائح بمشاهدة الكهوف في الجبل، ثم المرور بأكبر حديقة طبيعية في المحافظة وهي الخالدية، ثم الاتجاه صعودا إلى خور نجد ونزولا إلى قرية رأس عقاب لمشاهدة بيت القفل وما يحتويه من مؤن، وبعد الانتهاء يعود السائح إلى نقطة الانطلاقة.

رويؤكد عبدالفتاح بن أحمد الشحي، صاحب إحدى الشركات السياحية أن السياحة الشتوية تعد من المواسم التي تعمل على تنشيط الحركة السياحية الداخلية في محافظة مسندم بشكل عام، وذلك عبر استقطاب السياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها لزيارة المواقع التاريخية والأماكن السياحية التي تنفرد بها محافظة مسندم، وأضاف: إن البرامج والفعاليات والرياضات والمناشط البحرية والمائية التي تقوم بها الشركة تعتبر من أهم مناشط الترفيه التي يقبل عليها السياح بكثرة، ومن أبرزها الغطس السطحي ورحلات مشاهدة الدلافين ومشاهدة الغروب والصيد والهايكنك والرحلات الجبلية والتخييم على الشواطئ، وكذلك التخييم على الجبل والمبيت على السفن التقليدية والسفن الحديثة، مشيرا إلى أن السياحة البحرية في محافظة مسندم تشهد إقبالا كبيرا بتعدد أشكالها وأنواعها، وأصبحت أحد روافد السياحة النوعية المهمة لما تزخر به من مقومات جغرافية وطبيعة بحرية.