بحيرة أوزنجول، لشدة التصاقها بالمباني المحيطة ، تم بناء جدار إسمنتي على جوانبها، كي لا تبلّل الأمواج الطرق الموجودة بالقرب منها، مما أدّى إلى استياء السكّان المحليين وحماة البيئة، واعتبروها قد تحولت بذلك إلى بركةٍ صناعيةٍ عملاقة.
إلا أنها برغم ذلك تبقى بحيرة ساحرة فريدة في امتزاجها بالمدينة من حولها، فهي البحيرة الطويلة التي تحمل مع قريتها المحيطة اسم أوزنجول، والتي تقع جنوب شرق مدينة طرابزون على شاطئ البحر الأسود شمال تركيا.
تتربع هذه القطعة المائية الساحرة على وادٍ محاطٍ بالغابات الجميلة، وتتميز بالضّباب الكثيف الذي يغطيها ليلاً مما يجعلها مكاناً عجيباً لا يمكن وصفه. تنمو في منطقتها المحيطة مئات الأنواع من النباتات والزهور ذات اللون الأبيض، كوردة غابات القوقاز والزنبق الخاص بسواحل البحر الأسود، فضلاً عن أزهار الصنوبر متعددة الألوان والتي تلوّن السفوح بروعةٍ وأناقةٍ بالغتين.
تتوفر في البلدة أماكن طبيعية كثيرة للمشي والتسلّق، كما تتميز قمم الجبال فيها بوجود مجموعة من البحيرات الجليدية مختلفة الأحجام كبحيرة السمك، التي تعتبر نقطة بداية وادي هالديزين الذي تنحدر مياهه إلى بحيرة أوزنجول، ويعود اسم هذه البحيرة إلى سمك السلمون الذي يعيش فيها ، وبحيرة أيجر التي ترتفع عن سطح البحر ألفين وسبعة مئة متر.
تعد بحيرة أوزنجول وودايها المطلّ عليها مكاناً جذّاباً للسيّاح من جميع أنحاء العالم، فهي ثاني أكبر مقصدٍ سياحي في مدينة طرابزون بعد معبد سوميلا، وأكثر ما يجذب فيها هو موقعها المميز الذي تلفّه الجبال والبيوت التقليدية المتفرقة، كما أن أجمل ما يلفت النظر فيها هو المسجد المبني على طرف البحيرة والذي يجمع في تصميمه بين البساطة وفخامة الحسّ ورقيّه.
كما تم استثمارها في الآونة الأخيرة للسياحة بشكل كبير، حيث افتتحت فيها الكثير من الأماكن السياحية كالفنادق ومحلات الهدايا التذكاريّة، والمطاعم التي تقدّم الطعام التقليدي ، حيث أن مدينة أوزنجول تشتهر كثيراً بالطعام التركي التقليدي وبالأخصّ طبق ميهلاما الأكثر شهرةً في منطقة البحر الأسود، وهو يقدم على على الإفطار ترحيباً بالضيوف والسيّاح.
بالإضافة إلى أطباق الأسماك المحليّة، والتي تحضّر في الصّواني مع الخُضار الطّازجة وأنواع الشّوربات المُختلفة، واليلنجي والملفوف المحشي، وأخيراً الشاي والقهوة.