سفاري نت – متابعات
في شمال غرب المملكة العربية السعودية، تقف واحة العلا شاهدة على عظمة الإنسان وجهوده التي امتدتْ عبر آلاف السنين. وكواحدة من أعظم عجائب الدنيا التي يحيطها الجمال الطبيعي والآثار العريقة الرائعة، أصبحت العلا واحدة من أفضل المواقع التراثية المحفوظة في العالم، وموطناً للعديد من الحضارات القديمة.
وإذا ما سافرنا عبر إلى التاريخ، وبالتحديد إلى القرن السادس قبل الميلاد، فإننا بالتأكيد سنرى كيف كانت العلا العاصمة المختارة لحضارتين قديمتين، هما الحضارة الدادانية واللحيانية، كما كانت من أهم مواقع النبطيين. أما في الألفية الأولى قبل الميلاد، فقد شكلت محطةً بارزة على طول الطرق التجارية من جنوب الجزيرة العربية نحو بلاد ما بين النهرين ومصر وما.
وعلى مدى آلاف السنين، استوطن الإنسان منطقة العلا، وعمل على تدبير وإدارة الوجود الطبيعي للمياه الجوفية عبر الحضارات المتعاقبة، الأمر الذي ساهم في تطوّرها لتُصبح واحة منتجة، مما عزّز ازدهارها والإبداع المستمر فيها عبر التاريخ.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد! فبالحديث عن العلا لا بّد من الإشارة إلى أشهر المستوطنات فيها وأول موقع مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في المملكة العربية السعودية، وهي مدينة حِجْرا النبطية، المعروفة اليوم باسم الحِجْر ومدائن صالح، والتي تأتي في المرتبة الثانية بعد البتراء من حيث الأهمية. وقد ذُكرتْ الحِجْر عدّة مرات في القرآن الكريم وحملتْ إحدى السور القرآنية اسمها.
وتحمل المنطقة خصوصية فريدة في مسيرة رسول السلام، حيث يُعتقد أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) زار وادي القرى عدة مرات: مرة عندما كان في الثانية عشرة من عمره بصحبة عمه، ومرة أخرى في السنة السابعة للهجرة، ومرة ثالثة في السنة التاسعة للهجرة (630 م) في طريقه للتخييم في تبوك. كذلك تشمل المواقع البارزة ذات الأهمية في العلا جبل عكمة، وجبل الفيل، وأم الدرج، ومئات الآثار المنقوشة والمحفورة على الصخور.
ويشهد هذا العام، انطلاق مهرجان شتاء طنطورة، الذي يحتفي بتاريخ وطبيعة المنطقة، حيث يأخذ زواره في رحلة معرفية ملهة عبر التاريخ والتراث، ممزوجة بالعديد من فقرات الترفيه والموسيقى لتضيف بعدا آخر لسحر المكان. مهرجان شتاء طنطورة هو الوجهة السياحية والترفيهية الأحدث في المملكة العربية السعودية، ويمتد من 20 ديسمبر وحتى2 فبراير 2019، يقدم في ثناياه مجموعة فريدة من باقات الترفيه وخيارات خيارات لا تنتهي من المتعة، يجب على الجميع عدم تفويتها. وهناك خمسة أشياء يجب عليك فعلها حال الذهاب إلى مهرجان شتاء طنطورة.
- أولا: لا تفوت فرصة الاستمتاع بمشاهدة عروض الضوء المبهرة التي تروي تاريخ العلا، مفترق طرق الحضارات، أو استكشاف سوق التوابل والبخور، المليء بالحرف اليدوية المحلية، وفنون الأداء، والموسيقى.
- ثانيا: حال كنت من عشاق الفن المعاصر، فعليك حتما زيارة درب النحت الخاص بالتجهيزات الفنية المؤقتة، واللقاء مع الفنانين الذين قاموا بإنشائها. أو إذا كنت ترغب في الحصول على مزيد من التدريب العملي، فبوسعك استكشاف الحرف اليدوية المحلية المعروضة والمشاركة في ورشة عمل إبداعية.
- ثالثا: هل تبحث عمّا يُثير الدهشة والرهبة؟ إذاً فشتاء طنطورة هو المكان المناسب، حيث يمكنك زيارة المواقع التراثية أو القيام بجولة تأمّل النجوم بينما يكشف لك أدلاؤنا الخبراء عن عجائب المنطقة الحقيقية.
- رابعا: وبعد الانتهاء من الجولات الاستكشافية، لا تفوّت فرصة الاستمتاع بالمأكولات الشهيّة في مطاعمنا أو من إحدى عربات الطعام المنتشرة هناك.
- خامسا: في حال كنت مهتما أيضاً بمعرفة مصدر الطعام الذي يمكنكم الاستمتاع به في طنطورة. فيمكنك الذهاب في إحدى جولاتنا الزراعية والاستمتاع بقطف الفواكه والخضروات واكتساب المعرفة حول تاريخ الزراعة في جميع أنحاء المنطقة.
كما ويستضيف شتاء طنطورة خلال كلّ عطلة نهاية أسبوع فعاليات ثقافية وفنية يحييها كبار النجوم من الوطن العربي والعالم، فشتاء طنطورة هو مهرجان لكل الحواس، ورحلة إلى حيث يصبح التاريخ حاضرا.