سفاري نت – متابعات
بين عشق الطبيعة وجمال الروح وصفاء النفس، تكمن الرحلة إلى منطقة حتا الجبلية الخضراء، وبين الرغبة في البعد عن صخب الحياة والنيل باستراحة قصيرة من الأحداث اليومية العصرية.
تضمّ حتا بعض المناظر الطبيعية الأكثر جمالاً في الإمارات، بالإضافة إلى تنوّع المشاهد من الصحراء إلى الجبال في الطريق إلى حتا، يجب على الزائرين التوجّه جنوباً نحو سد حتا، حيث مشهد المياه الفيروزية الهادئة مقابل سلسلة الجبال الوعرة، وكذلك يمكن للزوار زيارة قرية حتا التراثية في البلدة المركزية.
وتعد القرية المعاد ترميمها مثالاً عن الحياة الإماراتية القديمة، وتتألّف من 30 مبنى، بما فيها الأكواخ والمنازل التي أعيد بناؤها على الشكل الذي كانت عليه قبل مئات السنين، وتضمّ القرية أيضاً آثاراً ووثائق من الماضي لتتعرف على تراث دبي العريق بشكل أكبر. وتتميز حتا باللون الأخضر المبهج فلا تزال الزراعة تحتل مكانة هامة حتى اليوم.
حيث يوجد نحو 550 مزرعة بمساحة 140 كيلومتراً مربعاً وتشكل ما نسبته 10% من مساحة المنطقة الكلية.
كما تحتوي المنطقة على بعض المحميات الطبيعية الغنية بالطيور والحيوانات البرية، وتزدان المنطقة بوديانها العديدة التي شكلت أساساً للحياة في المنطقة، والتي اشتهرت بجريانها طيلة أيام الشتاء، حيث كانت مياه الوديان وما تغذيه من آبار جوفية وينابيع أساساً للزراعة في المنطقة، وساعدت السدود التي تم تأسيسها في حفظ هذه المياه واتساع الرقعة الخضراء.
تتمتع حتا بجو معتدل بفضل المرتفعات الجبلية المجاورة والتي يتراوح ارتفاعها بين 800 إلى 1600 متر، وتحتوي على تشكيلات صخرية قديمة ذات أشكال مميزة.
تاريخ عريق
ويعتبر حصن حتا القديم موقعاً مثالياً لمحبي الطبيعة، وكان يُطلق على المنطقة اسم «الحجرين» نسبةً إلى الجبلين اللذين يحرسان حدودها الشمالية والجنوبية، ويعود بناء الحصون للعقود الأخيرة من القرن الـ 19 .
ويُعدّ حصن حتا أحد أبرز النصب الهندسية في الإمارات، وتمّ تشييد المبنى، الذي أُعيد ترميمه عام 1995، باستخدام الصخور الجبلية والطوب الأخضر، في حين بُني السقف باستخدام سعف النخيل، والجذوع والطين.
وتمّ بناء برجيّ المراقبة المواجهين للقرية الجبلية في ثمانينيات القرن الـ 19 لتأمين الحماية لأهل المنطقة