سلطنة عمان… وجهة سياحية مائية!
سفاري نت – متابعات
تعدّ سلطنة عُمان من أبرز الوجهات التي تحتضن تنوعًا مائيًا فريدًا؛ فعلى مسافة 3,165 كيلو مترًا، يمتد الشريط الساحلي في السلطنة مطلًّا على بحر عُمان، وبحر العرب، والخليج العربي،. ويتسم الساحل العُماني بتنوعه الغني واختلاف طبيعته؛ فهو يجمع بين الشواطئ الرملية المؤهلة للسياحة والاصطياف، والسواحل الصخرية، والخلجان، والجزر، والأخوار، بما يوفّر للسيّاح والزوّار وجهات مثالية لممارسة الصيد والسباحة والغوص، والاستمتاع بالنزهات البحرية.
خطوات وثابة على شواطئ ساحرة
تمتاز شواطئ عُمان بمياهها الزرقاء ورمالها الناعمة وأبرزها، شاطئ “البستان” في مسقط المحاط بالجبال الشاهقة والتي وتظفي على الشاطئ خصوصية تامة، وشاطئ “القرم” الذي يعدّ من أكثر شواطئ العاصمة ازدحامًا بالزوار نظراً لوجود العديد من المراكز التجارية والمطاعم والفنادق بمحاذاة هذا الشاطئ. أما شاطئ “السوادي” في جنوب الباطنة، فيتميز بالجزر الصخرية الجميلة ويحتوي على العديد من الأنشطة البحرية، في حين يضم شاطئ “رأس الجنّز” في جنوب الشرقية محمية السلاحف الخضراء التي توفّر جولات بصحبة مرشدين متمرسين لمشاهدة السلاحف خلال رحلتها لوضع بيوضها على الشواطئ حتى عودتها إلى البحر.
وتتألق محافظة ظفار بشواطئها الاستثنائية، وأبرزها “المغسيل” و”ريسوت” و”الحافة” التي تمتاز برمالها النقية وصخورها المدهشة وطبيعتها الخلابة، وهي من أهم الشواطئ في السلطنة لهواة رياضات الغوص والتزلج على الماء. وتحتضن الوسطى مجموعة من الشواطئ المختلفة في طبيعتها وتضاريسها؛ فبعضها محاط بالصخور مثل “رأس مدركة” و”الشوعير”، وبعضها الآخر يتميز برماله الناعمة النظيفة، مثل شواطئ “الدقم” و”الجازر” و”محوت”.
مغامرات مثيرة في أودية خلّابة
منذ آلاف السنين، تشكّلت التجمعات السكانية على ضفاف الأودية في عُمان لخصوبة الأراضي المحيطة بها وتشكل الاودية نظاماً بيئياً متكاملاً وتعد ملاذاً سياحياً مبهراً للزوار المحليين والعالميين وذلك للسباحة والتخييم وخوض العديد من المغامرات والتجارب التي لا تنسى وأبرزها، وادي “العربيين” في مسقط الذي تتواجد فيه البرك المائية العميقة، ووادي “الحوقين” في جنوب الباطنة الذي يتميز بوجود الشلالات الجميلة وعيون الماء دائمة الجريان والمياه الكبريتية الموجودة في خنادق الحوقين. أما وادي “القحفي” في محافظة البريمي، فيستمر جريانه معظم أيام العام ويتميز بعذوبة مياهه، في حين يتشكل وادي “النخر” في الداخلية من الشلالات المائية المنحدرة من جبل “شمس”، أعلى قمة جبلية في السلطنة ويعتبر أخدود عميق في قلب الجبال الشاهقة.
وتتشكل البرك المائية في وادي “بني خالد” في محافظة شمال الشرقية ملاذاُ سياحية نظراً لاستمرار جريان الوادي ويعد مقصداً للتنزه والاستمتاع
والسباحة في البرك المائية وممارسة الرياضة، في حين يشكّل وادي “المعيدن” بوابة للجبل الأخضر في الداخلية، وهو من أكبر الأودية دائمة الجريان في عُمان. ولعشاق الإثارة والطرق الملتوية والمعلقة على الجبال، فوادي “بني عوف” في محافظة جنوب الباطنة وجهة مثالية لخوض مغامرة استثنائية؛ إذ قد يضطر الزوّار أثناء المشي في هذا الوادي والملقب أيضاً “بوادي الثعابين” وذلك نظراً لكثرة الالتواءات، للسباحة، والقفز لعبوره مما يتطلب مستوى عالي من اللياقة. أما وادي “دربات” في محافظة ظفار، ينقلكم إلى عالم استثنائي يجمع بين الشلالات والبحيرات والكهوف وعيون الماء في مكان واحد.
على جناح الموج نحو جزر مدهشة
تحتضن عُمان عدة جزر تخطف الأنفاس بجمالها الأخاذ، وأكبرها جزيرة “مصيرة” في جنوب الشرقية، التي تبدو مثل جوهرة وسط المياه الزرقاء ببيئتها البحرية والسهلية والجبلية المتنوعة والتي يتطلب الوصول لها عن طريق العبارات التي تنقل الناس والسيارات ايضاً والموجودة بمحاذاة الساحل ويفضل الحجز المسبق. وتشكّل “شبه جزيرة الحكمان” في الوسطى واحدة من أهم محطات هجرة الطيور – خاصة المائية منها، ويوجد فيها مختلف أنواع الأسماك، والشعب المرجانية بما يجعلها قبلة للغواصين. أما جزر “الديمانيات” والتي أُعلن عنها محمية طبيعية بمرسوم سلطاني عام 1996، فهي عبارة عن أرخبيل تبلغ مساحته 100 هكتار ويضم تسع جزر، وتمتاز بشواطئها ذات الرمال البيضاء ومياهها الزرقاء الصافية.
وتعدّ جزيرة “الفحل” بصخورها الجيرية المترسبة من ملايين السنين، وتقع بعد حوالي 4 كيلو مترات من الساحل، ملاذًا للأسماك والأنواع المرجانية المتنوعة، كما أنها محمية بحرية طبيعية تتطلب تصاريح خاصة لزيارتها أو الغوص فيها. أما جزر “الحلانيات” الخمس الواقعة في محافظة ظفار، فتتميز بتنوع تضاريسها من الصحارى والمرتفعات والجزر والعيون والخلجان.
العيون المائية
تنتشر العيون المائية باختلاف أنواعها في مواقع سياحية متفرقة بالسلطنة، وينبع أغلبها من المناطق الجبلية. وفي ظفار وحدها يوجد أكثر من 360 عين ماء موزعة على الشريط الجبلي وعلى حواف الجبال المتاخمة للسهل الساحلي ومعظمها دائمة الجريان مثل، “جرزير”، و”أرزات”، و”صحلنوت”، و”عين حوت” التي تحيط بها شلالات مائية وغدران رائعة. وتمتاز محافظة جنوب الباطنة بالعيون المائية الساخنة المستمرة طوال العام وأبرزها عين “الكسفة”، وعين “الثوارة”.
بهجة الانطلاق في أخوار بديعة
تنتشر الأخوار على طول الساحل العماني ممتدة من رؤوس الجبال من محافظة مسندم والى محافظة ظفار ، وأبرزها أخوار محافظة ظفار الباهرة مثل خور “المغسيل” الذي يشكّل مأوىً للطيور المستوطنة والمهاجرة، ومحمية “خور البليد” التي تجمع بين الآثار والتاريخ والطبيعة، ومحمية “خور روري” المتصلة بوادي “دربات”، وخورا “القرم الصغير” و”القرم الكبير” وغيرها. ويعدّ خور “نجد” أحد أكبر الأخوار في مسندم، إلى جانب خور “شم”. أما “محمية بندر الخيران” في مسقط، فلا يخلو طريقها من مرافقة بعض الدلافين للقوارب، وتمتاز ببيوتها البيضاء الصغيرة المطلة مباشرة على البحر.
ولا ننسى بالتأكيد “منتزه هوية نجم” ببحيرته المتألقة بلون الفيروز والزمرد في مسقط؛ وهو عبارة عن هوة كبيرة شبيهة ببئر ماء ضخم ، ويحيط بها نحت صخري مدهش تكوّن على مر العصور مشكلًا لوحة فنية مدهشة.
هذه أشهر مواقع السياحة المائية في عُمان لكل من يبحث عن الهدوء والسكينة والاسترخاء بعيدًا عن ضوضاء المدن وازدحامها.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.