كيف تتعرف على ثقافة شعب معين بشكل مبسط ؟
سفاري نت – متابعات
التعرف على ثقافات الشعوب المختلفة من الأمور التي تضيف إلى ثقافتنا الشخصية بكل تأكيد، حيث أن ثقافات الشعوب تحتوي على العديد من الأمور التي تفيدنا في الوقت الحالي، وكذلك فهم الماضي، وربما التعامل مع المستقبل بالشكل الصحيح، خصوصًا إذا صادف احتياجنا إلى السفر خارج بلادنا، بسبب أي ظروف نتعرض لها، وسنستعرض في هذا المقال كيف يمكننا أن نتعرف على ثقافة شعب معين، وقبل ذلك أهمية التعرف على هذه الثقافات. دليل كامل للتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى
1 لماذا نحتاج إلى معرفة ثقافات الشعوب الأخرى؟ مصطلح الثقافة من المصطلحات التي يوجد لديها تعريفات كثيرة، حيث أن هناك العديد من العلماء الذين يتناولون الثقافة بالبحث، وقد يصل كل عالم منهم في النهاية إلى تعريف يختلف عن الآخر، واتفقت العديد من التعريفات للثقافة على أنها “شفرة سرية” يمكنها أن تفسر لنا تصرفات الشعوب، وتتوقع عاداتهم وسلوكياتهم، وأحيانًا سلوكيات قادتهم، لكن الثقافة تتجاوز هذا المعنى بكثير. وربما هذا ما يجعلنا نسعى إلى معرفة ثقافات الشعوب المختلفة، هو أن الثقافة بمثابة قانون فعلي يحكم الشعوب، ينتج عنها عاداتهم وتصرفاتهم، وكذلك تطور حضاراتهم، فهي إن كانت قانون غير مكتوب، فقد تعلو أحيانًا فوق القوانين الأخرى المكتوبة، وحين يقل تأثير القوانين الوضعية المكتوبة، فإننا نجد أن الشعوب تتصرف وفقًا للثقافة، لا القوانين التي تم وضعها لهم. وهذا يفسر مثلًا ما يحدث حين نجد دولة متحضرة، مجرد أن تنهار القوانين الوضعية، يذهب الجميع إلى السرقة والنهب، في حين أن دول أخرى فقيرة، إذا سقطت قوانينها، تبقى بين شعوبها الأمانة والأخلاق، هذا الفارق ينتج عن الاختلاف الثقافي بينهما. وبالتالي فإن إدراكنا ومعرفتنا ثقافات الشعوب الأخرى يسهل علينا أن نعرف كيفية التعامل معهم، وأيضًا ما الأشياء التي تميزهم، وما الأشياء التي لا يمكنهم تقبلها أبدًا. هذه الظاهرة يمكننا أن نراها حين تلجأ بعض الأنظمة إلى تطبيق قوانين تخالف ثقافة الشعب، فإن هذه القوانين تظل غير مفعلة، ولا يعمل بها أحد، وذلك بسبب تعارضها مع الثقافة. من الأمور أيضًا التي من أجلها قد نحتاج إلى معرفة ثقافات الشعوب الأخرى، هي فكرة اقتباس الثقافة التي تناسب مجتمعاتنا، والتي من شأنها أن تساعدنا على التطوير من واقع حياتنا، بالطبع لن يحدث هذا بتطبيع الثقافة علينا، ولكن بأن نستفيد من تجارب هذه الشعوب، لعلها تساهم في إحداث تطور في واقعنا.
2 كيف تتعرف على ثقافة شعب معين؟ الآن وقد تحدثنا عن أهمية معرفة ثقافات الشعوب الأخرى، يمكننا أن نتطرق إلى الحديث عن كيفية التعرف على هذه الثقافات، ويمكننا أن نفعل هذا عبر الوسائل التالية:
3 التاريخ يرتبط معرفة ثقافات الشعوب ارتباطًا وثيقًا بتاريخها، والحضارات التي تعاقبت عليها، فكما تحدثنا فإن الثقافة قد تكون من العناصر التي تساهم في تكوين حضارة الشعب، وأيضًا فإن التعرف على التاريخ ككل، حتى وإن لم تكن هناك حضارة معينة تميز الدولة، سيساعدنا كثيرًا في معرفة ثقافة هذه الشعوب. لكن أي شيء بالتحديد في التاريخ يمكن أن يعرفنا على ثقافات الشعوب المختلفة؟ في الأغلب يرتبط هذا الأمر بالآثار التي تركتها الحضارات، فعندما نتحدث عن الفراعنة يأتي في ذهننا مباشرة المعابد، والإهرامات، والمقابر التي تم بناءها في فترة حكمهم، أي أن ارتباط هذه الآثار بالفراعنة، أدى إلى ارتباطها كذلك بثقافتهم، ويمكنك أن تقيس هذا الأمر ليس فقط على الفراعنة، ولكن على كل الدول الأخرى. كذلك يمكنك أن تبحث عن الكتب التي تؤرخ للحقب التاريخية المختلفة، فهذه الكتب أيضًا ستعرفك على التاريخ الخاص بهذه الدول، ومن ثم يمكنك من خلالها التعرف على الثقافة.
4 الأديان كذلك فإن كان التاريخ يرتبط بمعرفة ثقافات الشعوب المختلفة، فإن الأديان كذلك تساهم في هذا الأمر بصورة كبيرة جدًا. ويمكننا أن نجد بأن الثقافة والدين يؤثران في بعضهما البعض تأثيرًا متداخلًا، فعندما يأتي دين جديد على أي بلد، فإن الناس يتعاملون معه طبقًا لثقافتهم الموجودة، وحين يبدأ الدين في التغلغل في أوساطهم، يبدأ الناس في إعادة تناول ثقافتهم طبقًا لهذا الدين. مثال على ذلك: عبادة الأبقار في الهند جاءت من تقديس الناس للدور الكبير الذي تؤديه البقرة في حياتهم، حيث كانت تساعد في العديد من أمور حياتهم، وهنا السؤال، لماذا لم تتأثر بقية الشعوب؟ فبالتأكيد البقرة لها نفس الأهمية عندهم، لكن الفارق هنا يكمن في ثقافات الشعوب الأخرى، غير الهند، والتي منعت أن يتحول الأمر لديهم إلى عبادة. لذلك فإنك حين ترغب في معرفة ثقافة شعب معين، عليك أن تبحث حول الأديان التي مرت عبر هذه الدولة عبر التاريخ، والظروف التي دخل فيها هذا الدين، والتأثير الذي صنعه على الشعوب في إطار أفكارهم، في النهاية ستنجح في فهم العلاقة، والتعرف على ثقافات الشعوب عبر الدين.
5 العادات والتقاليد في الغالب فإن العادات والتقاليد تستمد تعريفها من المجتمع، قد يكون في بعض الأحيان أساسها هو الدين، لكن الأكيد أن الثقافة تشارك بشكل كبير جدًا في صناعة العادات والتقاليد، فقد نجد أفرادًا من أديان مختلفة، في نفس البلد، ويطبقون نفس العادات والتقاليد. وهذا إن دل على شيء، فهو أن البحث عن العادات والتقاليد التي تميز كل شعب، ومعرفة هذه العادات والتقاليد، قد يكون وسيلة قوية جدًا، يمكنك من خلالها أن تعرف ثقافات الشعوب المتعددة.
6 الفن التعرف على ثقافات الشعوب من خلال التاريخ، أو معرفة الأديان الموجودة، أو حتى العادات والتقاليد، قد يراه البعض أمرًا صعبًا، يتطلب مجهود وبحث لفهم الترابط بين هذه الأشياء والثقافة، وقد يعتبرها العديد من الناس مهام أكاديمية، وتحتاج إلى متخصصين. – الإعلانات – لكن الفن يعتبر الوسيلة الأسهل بالنسبة للكثير من الأفراد، خصوصًا الفنون التراثية التي ترتبط بالشعوب، حيث أننا نجد هناك العديد من الشعوب لها فنون معينة تميزها، سواء موسيقى، أو أغاني، أو السينما أو المسرح. وبالتالي فإن متابعة الفنون المختلفة قد تكون فكرة جيدة جدًا، خصوصًا مع توفر عرض هذه الفنون عبر التلفاز أو الإنترنت، ومن ثم يمكنك من خلالها التعرف على ثقافات الشعوب المختلفة.
7 البرامج أحيانًا كثيرة فإن متابعة البرامج الإعلامية المختلفة التي تتحدث عن أي دولة، يساعدك في معرفة العديد من المعلومات عن هذه الدولة، وعن كيفية تفكير الأفراد والحكومات بها، وكيف يعيشون، ومن ثم قد ترى في هذه البرامج جزء من ثقافة الشعب يمكنك أن تتعرف عليه.
8 السفر والتعامل مع أفراد من هذه الثقافة على الرغم من صعوبة تحقيق هذا الأمر، وأنه قد يكون مكلف كثيرًا، لكن بالتأكيد فإن السفر هو أكثر وسيلة تساعدك على معرفة أي شيء تريده، وعلى رأس هذه الأشياء معرفة ثقافات الشعوب الأخرى، فخلال السفر ستلتقي بالعديد من الأفراد من الشعب الذي ترغب في التعرف على ثقافته، وستقوم بزيارة كل المعالم التي تميز هذه الدولة. وهنا ستحقق كل الطرق الماضية التي تحدثنا عنها في المقال، وكلما زادت عدد الطرق، زادت إمكانية التعرف على ثقافة الشعب بصورة أكبر وأوسع، وبشكل مضمون
*نقلا عن موقع تسعة