سفاري نت – متابعات
كيف يمكن أن ترفض كوباً من القهوة الفيتنامية، ذلك السائل البني الغني المليء بحلاوة الحليب المكثف الدسمة، أو كيف ترفض طبقاً مملوءاً بشرائط الأرز السريلانكية، ومعها الجمبري الحار.
وماذا عن الطبق التايلاندي المكون من المانجو مع الأرز المسلوق؟ لن يقول “عذراً، هذه كمية كبيرة من الكربوهيدرات” سوى شخص أحمق.
تتحدث كورتني لامبيرت المغامرة والكاتبة في مجال السفر والسياحة، للنسخة الأميركية لـ”هافينغتون بوست”عن تجربتها في السفر كثيراً حول العالم، وتقول أن الخوف من زيادة الوزن أثناء السفر شيء حقيقي، فأنت تنشغل بالمغامرة الفريدة بالتنقل من بلد لآخر ويبدو الأمر وكأن هناك دائماً زجاجة جعة في يد، وطبقاً شعبياً في اليد الأخرى.
وتُضطر لتغيير مواعيد نومك بينما تُسافر في الرحلات الجوية المتأخرة ليلاً، وتستقل الحافلات أو القطارات محاولاً أن تتكيف مع فارق التوقيت، لأن السفر يعتمد بدرجة كبيرة على الانطلاق، والاستمتاع بالرحلة، ما حدث الليلة الماضية وما هو هذا اليوم. بعد كل شيء، تقبل التقلبات والتحرر الكامل من الروتين والمواعيد هو جزء مما يجعل السفر أمراً يغير الحياة.
دائماً ما كنت شخصاً نشيطاً لديها هوس طفيف بالصحة. عندما غادرت المنزل في رحلة إلى جنوب شرق آسيا، اختفت كل العادات التي كنت أمارسها للحفاظ على صحتي. بعدما قدت دراجة نارية عبر فيتنام لمدة شهرين، وقضاء كل تلك الساعات جالسة على دراجة، ناهيك عن عدد لا يُحصى من أكواب القهوة بالحليب، كان لكل ذلك تأثير سلبي على بطني ومؤخرتي.. زاد وزني 4.5 كيلو غرامات على وجه الدقة.
كرهت هذا الشعور وعندما قررت البقاء في جنوب شرق آسيا إلى أجل غير مسمى، اضطررت إلى الاعتراف بأن عليّ إحداث بعض التغييرات، ليس لمجرد الحفاظ على وزني، ولكن للاهتمام بصحتي بشكل عام.
بعد مرور عامين في الخارج، تعلمت ألا أكون متوترة جداً، وألا أحرم نفسي وأن أتخذ خطوات صغيرة لجعل هذا الأمر أسلوب حياة، وليس نظاماً غذائياً. وهنا بعض النصائح التي أتبعها كل يوم والتي ساعدتني على خسارة الوزن الزائد والبقاء بصحة جيدة أثناء السفر.
تغيير المفاهيم
“لا أستطيع ممارسة الرياضة أثناء السفر، الوقت مزدحم للغاية”.
“لا أستطيع الاشتراك في صالة رياضية في هذا البلد، ميزانيتي محدودة”.
“لن آكل كمية كبيرة”.
“سأبدأ فيما بعد، عندما أعود إلى الوطن بعد شهور من الآن”.
“أنت لا تعيش سوى مرة واحدة”.
لا تستسلم لتلك الأفكار، هذا الروتين الذي كنت تتبعه في بلدك متأصل في عقلك، ولن يختفي في ليلة واحدة. اجعل لياقتك البدنية أولوية وأمراً ثابتاً في يومك، توجد الكثير من الطرق للحفاظ على نشاطك وصحتك دون الإخلال بميزانيتك.
وأبق الأمر بسيطاً وممتعاً وحاول ألا تحرم نفسك أو أن تنتقل من نقيض إلى آخر، تقبل أنك سترتكب الأخطاء أحياناً وأن هذا مقبول، الأمر يعتمد عليك أنت في أن تجعل اللياقة البدنية جزءاً من تفكيرك اليومي.
الأنشطة البسيطة
لا تحتاج إلى صالة الألعاب الرياضية أو إلى المعدات الفاخرة لتبدو بمظهر جيد.
تشير الدراسات إلى أن 40٪ من جميع الأنشطة البدنية تحدث في الهواء الطلق وأن 25٪ تعود للتنقلات اليومية فقط.
عندما وصلت إلى تايلاند واستقللت الحافلة إلى الريف، كنت منبهرة بالمناظر الطبيعية الخلابة خارج النافذة. ومن هنا جاءتني فكرة أن أمشي كثيراً، لا أعني الاشتراك في الجولات أو الرحلات الخلوي، ولكنني أعني المشي من مكان إلى آخر وعدم الاعتماد على وسائل النقل العام.
السير 20 دقيقة من النُزل إلى السوق يُدخلك إلى الثقافة المحلية، وتبدأ فجأة في ملاحظة المتاجر الصغيرة المثيرة للاهتمام، وفي شم الروائح العطرية القادمة من كشك الطعام القريب أو تحقق تبادلاً ثقافياً كنت لتفقده لو استقللت سيارة أجرة أو حافلة مسرعة.
هذه المسافات القصيرة التي تمشيها وأنت تحمل حقيبة ظهر ثقيلة تحرق الكثير من السعرات الحرارية. وأفضل شيء أنها لا تجعلك تشعر بأنك تمارس الرياضة وأنت منهمك مع الأشياء الغريبة.
الماء مشروب سحري
الماء هو المطهر الأعظم للروح، إذا كنتُ في حالة سيئة ثم شربت لتراً من الماء، أشعر وكأنني ولدت من جديد. للأسف، من السهل أن تنسى شرب كمية كافية من الماء أثناء السفر.
بعد ذلك تدرك أنك قضيت خمسة أيام تتناول المشروبات تحت الشمس الحارقة خلال السفر، ولم يكن الماء من بينها، ثم تصاب بالتهاب المثانة بسبب الجفاف.
شرب كمية كافية من الماء يساعد في مكافحة الأمراض وطرد السموم، احمل معك زجاجة ماء في كل الأوقات وحدد لنفسك كمية معينة من الماء تشربها يومياً.
إذا كان لديك زجاجة تسع لتراً واحداً، فإعادة ملئها مرتين أو ثلاث مرات ستجعلك تتبول كثيراً، ولكنك ستشعر بالاختلاف على الفور. هل تشعر بتلك الطاقة المتدفقة؟ إنه جسمك المرتوي بك ينفجر بالبهجة والامتنان.
تناول جميع الأطعمة
تناول المعكرونة التايلاندية بالفول السوداني، والدجاج المقلي بالليمون، واستمتع بمضغ تلك الفطائر اللذيذة. أنا أؤيد تماماً التلذذ بالطعام أثناء السفر، فبعد كل شيء، تلك العينات الشهية الأجنبية تُعد جزءاً رئيسياً من تجربة السفر.
يكمن السر في الحفاظ على الصحة في تلك التعديلات الصغيرة التي لا يصعب الحفاظ عليها، ركز على تناول كميات أصغر، ودائماً أضف الخضراوات إلى وجباتك. للوجبات الخفيفة، احتفظ في حقيبة ظهرك دائماً بالفواكه والمكسرات.
إذا ملأت معدتك بالأطعمة المقلية والمشروبات الغازية في إحدى الليالي، تذكر أن تُبقي طعامك خفيفاً وصحياً في الأيام القليلة المقبلة، لا يتعلق الأمر بالتضحية، ولكن بأن تكون مدركاً لما تتناوله.
أحب الاحتفاظ ببعض المكملات الغذائية في حقيبتي عندما أسافر، أكياس مسحوق فيتامين C لا تأخذ مساحة كبيرة ولا تُقدر بثمن إذ تعمل على تعزيز الجهاز المناعي بشكل سريع، خصوصاً بعد الحفلات.
إذا شعرت باقتراب نزلة برد، فالثوم مساعد طبيعي قوي يمكن أن يؤكل طازجاً أو في كبسولات، لا تحتاج بالضرورة لجلب السلع من موطنك، ابحث عن المكملات الغذائية المعروضة في البلاد التي تسافر إليها (منتديات المغتربين وفيسبوك مفيدان جداً).