سفاري نت – متابعات
في إطار السياحة في موسم الربيع، يحلو قضاء بعض الوقت، في الهواء الطلق، لا سيّما في الحدائق، التي تمثّل مساحات للتأمّل، وتسمح للزائرين بالانغماس في الطبيعة، وتبدو معبّرة خير تعبير عن الثقافات نقلا عن موقع سيدتي نت.
في الآتي، جولات على حديقتين شهيرتين في آسيا، تتوزّعان بين سنغافورة وطوكيو، بالإضافة إلى حديقة في مراكش الأفريقيّة تشي بالغرابة بعض الشيء…
“غاردنز باي ذا باي” في سنغافورة
تنبض “غاردنز باي ذا باي”، الواقعة على الواجهة البحريّة لخليج سنغافورة، جمالاً، وتمتدّ على مساحة 101 هكتاراً، وتُقدّم روائع معماريّة فريدة من نوعها. وهي تعرف زائرين يعدّون بالملايين، منذ تاريخ إنشائها؛ يتحمّس هؤلاء لمعاينة أشجار “السوبيرتريس” الشهيرة بخاصّة، بالإضافة إلى أكبر صوبة زجاجية في العالم وأكبر شلّال داخلي في العالم.
الفريق المشرف على المكان متعدّد التخصّصات، ويضمّ مصمّمي المناظر الطبيعيّة المهرة واختصاصيي البستنة والمهندسين والخبراء في صحّة النبات وفي إدارة الحدائق والعشب وفي أبحاث النباتات وتربية نبات “الأوركايد”. يعمل الفريق جنباً إلى جنب خبراء دوليين ومحليين لتطوير الحدائق.
أجزاء الحديقة
تتألّف “غاردنز باي ذا باي”، من عدّة أقسام، منها:
• “قبة الزهرة” حيث الشعور المشترك لروّاد المكان يفيد بأنّهم انتقلوا إلى بلد متوسّطي بارد وجافّ؛ هذا القسم من الحديقة عبارة عن الدفيئة الأكبر في العالم، والتي تعرض نباتات مزهرة من القارّات المختلفة.
• Cloud Forest الغابة الاستوائيّة الاصطناعية الواقعة داخل قبّة جيّدة التهوية؛ هناك، يعجب الزائرون للتنوّع البيولوجي في الجبل الاستوائي البالغ ارتفاعه 35 متراً، الجبل الذي يحاكي في الشكل جبلاً ضبابياً به شلّال. كما يطيل الزائرون في وقت التقاط صور الحدائق العمودية المذهلة المليئة بزهور “الأوركايد” أو السحلبيّة الملوّنة ونباتات الإبريق والسراخس…
• Supertree Groveحاضنة لنحو 18 شجرة عملاقة صنعها الإنسان، في إطار حدائق عمودية ضامّة لمئة وستّين ألف نبات! تخزّن الأشجار العملاقة مياه الأمطار، فيما تحتوي مجموعة منها على خلايا كهروضوئية تسخّر الطاقة الشمسية للإضاءة . أمّا المرصد المفتوع على سطح هذا الجزء من الحديقة، فيضمّ أطول شجرة (50 متراً في الارتفاع)، ويسمح بالإطلالة البانوراميّة على الحدائق الأخرى و”خليج مارينا”.
• “حديقة الأطفال” التابعة لـ”منظّمة الشرق الأقصى” تسمح للفئات العمرية الصغيرة بالتعلّم واللعب في الوقت عينه، في إطار برنامج يضمّ المسرحيّات التفاعليّة والبرامج التعليميّة. الجدير بالذكر أن زيارة المكان، مناسبة في إطار السياحة العائليّة.
حدائق “الماجوريل” في مراكش
حدائق “الماجوريل” عبارة عن ملاذ صغير وهادئ يقع في قلب مراكش المغربيّة، ويضمّ نحو ثلاثمئة نوع من النباتات المستلّة من خمس قارّات، على مساحة تقارب هكتاراً واحداً، مع فيلّا تتبع طراز “الآرت ديكو” في بنائها، ومتحف لتاريخ شعب الأمازيغ. تدرج زيارة المكان الذي يبدو معزولاً تماماً عن العالم الخارجي، على “أجندات” غالبيّة زائري مراكش، فهناك يحلو المرور في الأزقّة المظلّلة بين الأشجار والنباتات العجيبة، لأن الجوّ، لا سيّما الألوان البارزة والخضرة، كلّها يوقظ الحواس…
كان صمّم الفنّان الفرنسي جاك ماجوريل الحدائق في عام 1924. ثمّ، اشتراها المصمّم العالمي إيف سان لوران في عام 1980.
لا تستقيم زيارة حدائق “الماجوريل”، من دون المرور بالمحطّات الآتية:
• “المتحف الإسلامي” الذي يضمّ قطعاً معمّرة من آلاف السنين.
• مشاهدة النباتات والزهور، كما البحيرة التي تحتوي على العديد من الكائنات البحريّة الصغيرة، مثل: الأسماك الملوّنة.
• إطالة النظر إلى اللون الأزرق الذي يطلي الأبنية، المحيطة بها الخضرة، في لوحة أخّاذة.
“شينجوكو جيوين” في طوكيو
“شينجوكو جيوين” هو أحد المتنزّهات الأكثر كبراً وشهرةً في طوكيو؛ في الربيع، يتدثّر المكان بظلّ وردي خفيف، إذ هو يحمل لمسات طبيعيّة أخّاذة تضيفها أشجار الكرز التي تزهر. من بين أنواع الكرز الكثيرة في المتنزّه، والتي تربو عن اثني عشر نوعاً مختلفاً، هناك أربعمائة شجرة “سومي يوشينو”، في قسم “الحديقة الإنجليزيّة”. تتفتّح زهور الأشجار المذكورة من أواخر مارس إلى أوائل أبريل، وتكون موضوع احتفاء زائري المكان العريق، الذي يرجع تاريخه إلى عام 1603، ويقدّم أمثلةً عن الاختلافات بين الحديقة اليابانيّة التقليديّة وتلك الفرنسيّة الرسميّة، كما الإنجليزيّة.
الجدير بالذكر أنّه خلال فترة إيدو (آخر الفترات من تاريخ اليابان القديم) (1603-1867)، كان المكان مقرّ إقامة إقطاعيّاً في طوكيو. ثمّ، تحوّلت صفة المكان إلى حديقة نباتيّة، قبل أن تنتقل الأخيرة إلى العائلة الإمبراطوريّة في عام 1903، فقد كانت المساحة مستخدمة للترفيه عن الضيوف. في حادث مؤسف، دمّرت الحديقة خلال الحرب العالميّة الثانية، لكن أعيد بناؤها، فافتتاحها في عام 1949 تحت صفة “متنزه عامّ”.
يبعد “شينجوكو جيوين” مسافةً قصيرةً، مشياً، من “محطّة شينجوكو”، وهو يوفّر للزائرين المروج الفسيحة ومسارات المشي المتعرّجة والمناظر الطبيعيّة الهادئة والملاذ المريح من وسط المدينة المزدحم.
أقسام المتنزّه
يتألّف “شينجوكو جيون” من ثلاثة أقسام رئيسة:
• الحديقة اليابانيّة التقليديّة الأكثر قدماً، والتي تضمّ الجزر والجسور والشجيرات والأشجار المشذّبة والمحيطة بالمياه ، بالإضافة إلى الأجنحة (Kyu Goryotei المعروف أيضاً باسم “جناح تايوان” من بينها.
• الحديقة الفرنسيّة الرسميّة، والمُرتّبة بشكل متماثل.
• الحديقة الإنجليزيّة ذات المناظر الطبيعيّة التي تختصرها المروج الواسعة وأشجار الكرز المزهرة في الربيع.
لا يغفل عن ضمّ المتنزّه لمطعم ومركز للمعلومات ومعرض فنّي، بالإضافة إلى دفيئة جميلة تحتوي على العديد من الزهور الاستوائيّة وشبه الاستوائيّة.