الرياض – متابعات
تحضر نفسك نفسياً لفترة من المرح والراحة وسواء كانت خططك هي للسفر داخل بلدك أو خارجه فإن النتيجة تكون نفسها. لا متعة ولا مرح بل مجرد مزيد من التوتر. وما إن تنتهي حتى تشعر بأنك بحاجة الى إجازة للتعافي من آثار الإجازة.
المشكلة لا تتعلق بك وحدك بل بالغالبية الساحقة حول العالم، وذلك بسبب مقاربات خاطئة لهذه الفترة التي من المفترض أن تكون مرحة وسعيدة.
لم تتوقع ما كان ينتظرك
لا يمكنك خلال الاجازة رمي نفسك في المجهول خصوصاً إن كنت تسافر إلى منطقة جديدة لم تزرها من قبل. التخطيط المسبق يرفع منسوب السعادة قبل الرحلة؛ لأنك تدخل حالة الترقب والحماس.
لذلك قم بقراءة بعض المقالات أو الكتب أو حتى الدليل الذي تحصل عليه من مكتب الحجوزات أو السفارة. التخطيط هذا يجعلك مستعداً لما أنت مقبل عليه ويجنبك خيبات الأمل وعليه حين تصل لن تختبر الصدمة التي اختبرها قبل من السياح؛ لأن الصور التي تراها عادة يمكنها أن تكون خادعة.
كابوس توضيب الملابس والحقائب
عليك اختيار الملابس بعناية وعدم توضيب ما لا تحتاج إليه؛ لأن ذلك سيعني حقائب إضافية، وبالتالي إزعاج كبير خلال التنقل في المطار، ثم التفتيش والانتظار لاستلام حقائبك، ثم نقلها من المطار إلى الفندق.
عملية التوضيب بشكل عام مهمة لا يستسيغها البعض، وفي حال لم تكن تعرف ما عليك اختياره فستصبح مزعجة، وستأخذ الكثير من وقتك قبل السفر وعند الوصول.
وفي حال كان بإمكانك اختيار ملابس في حقيبة توافق المعايير الخاصة بشركة الطيران المعتمدة من قبلك، وتمكنك من اصطحابها على متن الطائرة، فهذا سيختصر وقت الانتظار، كما أن نسبة فقدان حقيبتك ستكون معدومة.
مسار الرحلة: تأجيل أو إلغاء وانتظار
بعض الأمور لا تملك أي سيطرة عليها مثل تأخر موعد الرحلات، أو حتى إلغائها وهي عادة من المفاجآت غير السارة على الإطلاق التي تجعلك تنتظر في المطار لساعات طويلة. في المقابل وفي حال كانت وجهتك بعيدة فستجد نفسك تسرع من مطار إلى آخر ومن رحلة إلى أخرى؛ لأن وجهتك تحتاج إلى أكثر من ١٢ ساعة للوصول إليها.
إن كنت من النوع الذي يتوتر بسرعة ويشعر بالإنهاك من الرحلات الجوية الطويلة فعليك الالتزام بدول قريبة من دولتك أو السفر الداخلي. تذكر أن الهدف من الإجازات هو الاسترخاء والتخلص من وتيرة الحياة السريعة والابتعاد كلياً عن الالتزام بالجدوال والمواعيد. ع
ندما تكون متأهباً طوال الوقت فلن تحصل على دقيقة راحة للتنفس والاستمتاع فعلاً بما تقوم به.
السعي لـ «أجمل إجازة على الإطلاق»
لا يجب مقاربة الإجازة من مبدأ «ستكون أجمل إجازة على الإطلاق». التوقعات العالية تعني خيبات الأمل خصوصاً وأنه خلال السفر والإجازات من السهولة بمكان أن تتخذ الأمور مساراً كارثياً. لذلك قارب إجازتك بعقلية منفتحة وبواقعية.
نعم تريد أن تستمتع لكن ليس بالضرورة وضع كل الآمال عليها، تعامل مع الإجازة، كما لو كانت فرصة للمغامرة والتجربة بغض النظر عن نوعيتها.
كل شخص يغني على ليلاه
في حال كنت تسافر ضمن مجموعة أو مع العائلة أو حتى مع زوجتك، فمن الضروري بمكان الاتفاق على الهدف العام للرحلة. ليس بالضرورة أن تلتزم بما يريدون القيام به والعكس صحيح.
إن كان هدفك الاسترخاء الكلي والتكاسل على شاطئ البحر، فعليك القيام بذلك ويمكنهم الذهاب في مغامرتهم في الطبيعة بمفردهم. وهكذا تتجنب المواقف المشحونة بالتوتر حين تجدون أنفسكم صباح كل يوم تحاولون التوصل إلى حلول وسط.. لا تنهك نفسك، فليقم كل شخص بما يسعده.
عقلية تجربة كل شيء
إجازات العمل المدفوعة قصيرة نسبياً وهي بالكاد تكفيك للقيام بكل ما تريد القيام به. وهكذا تحاول حشر كل شيء خلال مدة زمنية محدودة. وهكذا تكون الرحلة خالية من أي مرح وعشوائية وعفوية بل مجرد مجموعة ضخمة من النشاطات المنهكة جسدياً.
لا تشعر بأنه عليك القيام بكل شيء خلال إجازة واحدة، فكما تمكنت من القيام بهذه الرحلة يمكنك العام المقبل القيام بمثلها.
عمل فإجازة ثم عمل
سر الإجازة السعيدة هو بعدم الانتقال من حالات مختلفة بشكل متطرف. عادة يكون موعد السفر في اليوم عينه الذي يكون آخر يوم عمل لك، والعودة تكون قبل ساعات من موعد عودتك للعمل.
المقاربة هذه منهكة ومن أكبر محفزات التوتر، فيوم عملك الأخير سيكون سلسلة من الأحداث المتسارعة؛ لأنه عليك إنهاء كل شيء قبل سفرك وحين تعود لا تملك وقتاً للراحة بل تقفز مباشرة في أجواء العمل.
عليك أن تمنح نفسك يوماً قبل السفر للتحضير بهدوء والدخول في أجواء الإجازة، وطبعاً تحتاج إلى يوم راحة بعد عودتك؛ كي تستعد نفسياً للعمل والإيقاع السريع وفوضى الحياة اليومية.